حماس .. والظهور بصورة المنتصر

عصام ابو بكر
عصام أبوبكر

يبدو أن هناك هدفا ما لظهور حماس بصورة المنتصر علي عكس الحقيقة وأعتقد أن هناك بند غير معلن في الاتفاق بين حماس وإسرائيل يقوم على إخراج حماس بصورة المنتصر، حتى في الإعلام الإسرائيلي، وذلك لأسباب استراتيجية متعددة:

أولاً: إخراج حماس من المشهد السياسي الفلسطيني والإقليمي والدولي بصورة تحفظ ماء الوجه، بما يتيح لقادتها الخروج بصمت مع الأموال، إلى جانب عناصرها من غزة، واختفائهم عن المشهد بهدوء. بالمقابل، يتم ضمان عدم استهدافهم أو عائلاتهم. ورغم أن روسيا قد تكون الوجهة الأقرب لهم، فإن من المستبعد أن يسمح الموساد الإسرائيلي ببقائهم على قيد الحياة، حيث يقوم النهج الإسرائيلي على أن الانتقام لا يكتمل إلا بالقضاء النهائي على الخصوم، مما يجعل احتمال اغتيالهم وارداً حتى بعد سنوات.

ثانياً: عودة إسرائيل إلى القتال لاستكمال مخططاتها، مثل تهجير السكان وتدمير ما تبقى من غزة. ولهذا، فإن حماس بحاجة إلى استعراض عسكري يُظهر أنها لا تزال قادرة على المواجهة، بما يُعيد إشعال الحرب في غزة، لتبرر إسرائيل استكمال عملياتها. في هذه الأثناء، أعدت الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاؤهما جميع السيناريوهات اللازمة للتعامل مع غزة بعد انتهاء هذه المرحلة.

ما تقوم به اسرائيل في غزة اليوم ليس مرتبط بحماس فحماس قد انتهت ولم يبق منها إلا ما سيكتب في كتب التاريخ عن مرحلتها التي أنهت بيديها القضية الفلسطينية بنكبة 7 اكتوبر وستدمر اسرائيل ما تبقى من غزة فهذه فرصتها وستدفع سكان الشمال إلى مغادرته والنزوح وتجميع الغزيين في أماكن تسهل عليهم لاحقا الخروج طوعا من غزة على مراحل وسنوات وأصبحت دول كثيرة في هذا العالم جاهزة لاستقبالهم وعلى رأسهم الشعوب المتعاطفة معهم ، ولن توقف اسرائيل الحرب على غزة قبل أن تستسلم حماس وان تسلم جميع الرهائن الاسرائيليين الاحياء منهم والاموات وسوف تغتال اسرائيل ما تبقى من قياديها

أما قطاع غزة فتدميره هدفه قطع فرصة الحياة في المدينة فلن تقبل اسرائيل أو امريكا أن يقبل بوجود فلسطينيون في غزة وسيتم
تهجيرهم بشكل طوعي بعد القضاء على كل فرصة حياة في داخل القطاع وتفتيتهم في دول العالم وهذا سهل جدا بعد، أن يفقد سكان غزة الامل ولن يعيشو في خيام طيلة حياتهم وسيخرجون طوعا ولوحدهم على مدار سنوات

وحقيقة من كان يمتلك المال في القطاع خرج اساسا حيث دفعت ملايين الدولارات لشركات مصرية ساعدتهم على الخروج فترة الحرب ولو يفتح المعبر الان لترو الآلاف يهربون من القصف والموت، وسيتم تقسيم غزة وسيبقى السكان في أماكن معينة محصورة ذات مساحات مصغرة وستبدأ الحياة بالتكيف داخل الخيم وداخل البيوت المهدمة ليقرر الغزيون وبصمت وعلى مدار سنوات للخروج من غزة

بعد الإعلان عن وقف الحرب وهو ليس وقفا تاما ربما تضطر اسرائيل تنفيذ بعد العمليات أو الاغتيالات المحدودة وإن لزم الأمر سيتواجد في قطاع غزة قوات متعددة الجنسيات بما فيها عربية وربما بعض الأجهزة الفلسطينية من الضفة الغربية لمساعدة السكان

و بعد ذلك ستبدأ الهجرة الطوعية للسكان من خلال جهات وشركات مع وجود دول جاهزة لاستقبالهم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، أما غزة فهي أمريكية متعددة الجنسيات ولكن بدون الفلسطينين وستحتاج إلى ما يقل عن 15 سنة لتظهر إلى النور وعقود طويلة سيساهم فيها شركات عالمية ورأس مال دولي ، أما أعمار غزة لصالح الفلسطينين ما هي إلا كذبة لا تصدقوها

تابعنا عبر:

شاهد أيضاً