هناك حقيقتان عالميتان حول “الميمز”، أولاً تجاوزت ذروتها عندما بدأت الشركات في استخدامها، وثانياً من الصعب جداً تنفيذها في عالم السياسة.
وفي هذا السياق، حاول الديمقراطيون والجمهوريون في الولايات المتحدة على حد سواء، تقديم الفكاهة على شبكة الإنترنت، لكن انتهى بهم الأمر إلى الإحباط وعدم النجاح.
وتحاول حملة الرئيس جو بايدن الانتخابية، التي نجحت في بناء حضور قوي إلى حد ما على الإنترنت حتى الآن، المضي بهذا الأمر إلى أبعد من ذلك.
فقد كشفت قائمة الوظائف الحديثة لحملة بايدن أنها تبحث عن مدير للتعامل مع العمليات اليومية لإشراك أفضل محتوى على الإنترنت وصفحات الميمز، براتب يصل إلى 85 ألف دولار سنوياً، بهدف اجتذاب الشباب، بحسب موقع “سي إن بي سي”.
وبحسب وصف الوظيفة، مطلوب من الموظف المرشح إدارة التفاعل يومياً مع أفضل محتوى وصفحات الميمات على الإنترنت.
كذلك يجب على المرشح المثالي لهذا الدور أن يملك الحماسة لتقديم المحتوى السياسي للناخبين حيث يتواجدون على المنصات على الإنترنت.
فيما سيعمل الموظف الجديد في مقر الحملة في ديلاور، لتنمية وإدارة العلاقات مع أفضل شركات الوسائط الرقمية ومذيعي البودكاست وصفحات الميمي عبر عدد من منصات التواصل الاجتماعي.
ولطالما تبنى بايدن شراكات مع منشئي المحتوى كجزء من استراتيجيته لزيادة التواصل مع الشباب الأميركيين.
وقامت إدارته بتجنيد المبدعين لتعزيز مكاسب سياسته ونشر المعلومات حول الشؤون الخارجية.
كما اعتمدت حملته الرئاسية على مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في الترويج لبرنامجه.
وحتى الآن، لا يزال “الميمز” الأكثر شهرة المرتبط بالحملة هو “Dark Brandon”، الذي تبناه معسكر بايدن بعد أن نجح التقدميون في انتزاعه من دوائر الإنترنت اليمينية.
ونشأت إحدى الميمز الفيروسية الأحدث، والتي انتشرت بشكل عضوي وغالباً ما تم استخدامها خارج السياق السياسي، من عبارة آسرة لنائبة الرئيس كامالا هاريس وهي: “هل تعتقد أنك سقطت للتو من شجرة جوز الهند؟”، حيث قالت هذه العبارة خلال كلمة لها روت فيها كيف أن والدتها اعتادت أن تسبب لهم أوقاتاً عصيبة في بعض الأحيان، ما لاقى استحسانا وضحكاً من الحاضرين.
لذا فإن حشد جيش من المبدعين لإنشاء الميمز عمداً لكسب الناخبين هو عمل محفوف بالمخاطر، خاصة عندما يبدو الناخبون غير مهتمين بالفعل بالانتخابات وبكلا المرشحين الرئيسيين.