حول تصريحات ترمب بالإفراج عن مروان البرغوثي

بقلم: محمد سليم

جاءت تصريحات ترمب عن احتمال خروج مروان البرغوثي في لحظة تتغير فيها بنية الصراع جذرياً بعد حرب غزة 2023–2024، بالتوازي مع اندفاع تشريعي داخل “الكنيست” لضم الضفة الغربية. التحركان يُقْرَآن كجزأين من لوحة واحدة: إعادة هندسة الحقل السياسي الفلسطيني، وتثبيت واقع سيادي إسرائيلي على الأرض قبل أي تسوية نهائي
دلالات تصريحات ترمب عن البرغوثي تسمية البرغوثي علناً ترمب يدرك رمزياته وقدرته التعبوية داخل “فتح” وخارجها. مجرد نطق الاسم هو تدخل مباشر في معادلة الخلافة لما بعد الرئيس محمود عباس استخدام “الخروج/الإفراج” كورقة تفاوض مسبق — إشارة ترمب ليست وعداً بل “إلقاء حجر في المياه” لفتح باب مقايضات محتملة: صفقة تبادل، أو صفقة حكم إعادة تأهيل قيادة يمكن التعاقد معها واشنطن، في ظل انهيار شرعية السلطة بفعل الحرب والحصار، تحتاج شكلاً من “العنوان الفلسطيني المعترف به” قبل أي ترتيبات أمنية أو انتقال سياسي في الضفة وغزة.
قانون الضم بالقراءة الأولى: ترجمة قانونية لـ”العقيدة الجديدة”التوقيت ليس صدفة الذهاب إلى الضم التشريعي في لحظة انشغال دولي بغزة يكشف منطق “حسم المساحات قبل حسم الملفات السياسية”تحويل الأمر الواقع إلى نص قانوني أي ضم يجري بالكنيست يبني حجّية سياسية وقانونية لاحقة في مفاوضات الوضع النهائي، حتى لو لم يُستكمل المسار التشريعي حتى النهاية رسالة مضادة لفكرة الدولة الفلسطينية الضم في جوهره إعلان موت عملي لحل الدولتين، بغض النظر عن اللغة الدبلوماسية الموازية.
كيف يشتبك المساران (البرغوثي/الضم) في المَتن الاستراتيجي؟خلط الأوراق داخل البيت الفلسطيني قبل إغلاق الجغرافيا إذا خرج البرغوثي أو أُعيد إنتاج قيادة فلسطينية شرعية، فستُجبر على التعامل مع واقع ضم بات مقونناً جزئياً، أي تدخل مفاوضات من موقع مُقَلَّص هندسياً تعويض الضم السياسي بإسناد شرعية تمثيلية لصالح واشنطن واشنطن تدرك أن الضم يقوّض حجتها الأخلاقية، لذا توازن ذلك بإظهار استعداد لـ“منح الفلسطينيين قيادة ذات صدقية” (برغوثي كنموذج) لإعادة إنتاج عملية سياسية تحت سقف جديد نقل الصراع من سؤال الأرض إلى سؤال التمثيل عندما تُحسَم الأرض تشريعياً، يُعاد توجيه المعركة نحو “من يمثل الفلسطينيين؟” بدل “ماذا يبقى من الأرض؟”. هذا تفكيك بنيوي لمعنى التفاوض.القراءة الإقليمية والدوليةعند العرب دول التطبيع والجوار تحتاج “غطاء فلسطيني” لتسويات إقليمية أوسع (غزة/الممرات/الغاز/المياه)، لذلك يهمها فاعل فلسطيني مُعتَبَر لكنها لا تصطدم بمنطق الضم عند واشنطن إدارة ترمب أو شبيهاتها تُـفضِّل تسويات واقعية لا طموحات نظرية: كيان منزوع السيادة فوق أرض منزوعة من الجغرافيا عند أوروبا قلق أخلاقي من الضم، لكن غياب أدوات الضغط يحوّله إلى شدّ لغوي لا أثر مادياً له النتيجة التحليلية تصريحات ترمب عن البرغوثي، ومصادقة الكنيست على الضم بالقراءة الأولى، ليست مسارين منفصلين، بل مفصلان في عملية واحدة حسم الأرض أولاً، ثم إعادة تدوير القيادة الفلسطينية ضمن حدود الحسم هذا يعني أن أي “حل سياسي لاحق” سيكون تفاوضاً تحت سقف الهندسة المسبقة: قيادة مُعاد تشكيلها تتعامل مع جغرافيا جرى تقليصها تشريعياً خلاصة مكثفة من سطرين تطلق إسرائيل يدها في الضفة بالضم، بينما تعمل واشنطن على هندسة عنوان فلسطيني قابل للتوقيع النتيجة: تُنقل المعركة من الدفاع عن الأرض إلى التفاوض تحت إرث الضم