خبراء: إهانة ترامب لزيلينسكي جرس إنذار لأوروبا

السياسي – دعا خبراء سياسيون فرنسيون أوروبا لإعادة النظر في موقعها الاستراتيجي في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، لا سيما بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

واعتبر الخبراء أن “إهانة ترامب لزيلينسكي يجب أن تكون جرس إنذار لأوروبا”، مشيرين إلى أن “هذه التطورات تثير تساؤلات حاسمة حول مدى التزام واشنطن بحماية حلفائها الأوروبيين ومستقبل العلاقات عبر الناتو”.

وتشكل تصريحات ترامب إهانة صريحة لزيلينسكي، إذ وصفه في لقاء بالبيت الأبيض الجمعة، بأنه “عبء” وألمح إلى أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا قد لا يكون مضمونًا مستقبلًا، ما ألقى بظلال من الشك على التزامات واشنطن تجاه الأمن الأوروبي.

في هذا السياق، يرى الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI)، جان بيير مولينيه، أن “هذه التصريحات تكشف بوضوح عن هشاشة اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة، وهو ما ينبغي أن يدفع الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز استقلاليته الدفاعية بعيدًا عن التأثيرات السياسية الأمريكية المتقلبة”.

وأضاف مولينيه أن “الموقف الأمريكي قد يعمّق الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث قد تجد بعض الدول الأعضاء نفسها أكثر تحفظًا في تقديم المساعدات العسكرية لكييف، خشية تغير الموقف الأمريكي مستقبلًا”.

من جانبه اعتبر المحلل في معهد مونتين، فرانسوا ديلاتري، أن “إهانة ترامب لزيلينسكي يجب أن تكون جرس إنذار لأوروبا.

وأضاف ديلاتري : “ليس فقط لتعزيز قدراتها الدفاعية، بل أيضًا لتطوير استراتيجية دبلوماسية متماسكة تمكنها من التعامل بفاعلية مع الأزمات دون الحاجة إلى الاعتماد المفرط على واشنطن”.

وأشار إلى أن هذا الموقف قد يعزز من توجهات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الداعية إلى “استقلالية استراتيجية” أوروبية، تشمل تقوية البنية العسكرية المشتركة وزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي، فضلًا عن تعزيز الصناعات العسكرية المحلية للحد من التبعية للولايات المتحدة.

إلى جانب البعد الدفاعي، حذر الخبراء من أن موقف ترامب قد يؤثر على وحدة الصف الأوروبي تجاه أوكرانيا، حيث قد تسعى بعض الدول إلى إعادة تقييم مواقفها بناءً على التغيرات المحتملة في السياسة الأمريكية.

في ظل هذه التطورات، يجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام اختبار حقيقي لقدراته في تعزيز سيادته الاستراتيجية والدفاعية.

بينما تظل العلاقات مع الولايات المتحدة ركيزة أساسية للأمن الأوروبي، إلا أن التصريحات الأخيرة لترامب تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى بناء قوة أوروبية أكثر استقلالية.

ويتفق الخبراء على أن السبيل الأمثل لتحقيق ذلك هو الاستثمار في القدرات الدفاعية، وتعزيز التكامل العسكري، وتطوير سياسات خارجية أكثر حزمًا تضع المصالح الأوروبية في المقام الأول، بغض النظر عن التقلبات السياسية في البيت الأبيض.

في النهاية، بحسب ما يرى الخبراء، قد يكون من الضروري أن تستعد أوروبا لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية، حيث تصبح أقل اعتمادًا على الولايات المتحدة وأكثر قدرة على الدفاع عن مصالحها في عالم يشهد تحولات جيوسياسية غير مسبوقة.

تابعنا عبر: