خبير قمرة جوني تو: الدوحة توفر فرصاً عظيمة للمخرجين لتوسيع آفاقهم

شدد خبير قمرة جوني تو، أحد أبرز صُنّاع السينما وأكثرهم تأثيرًا في هونغ كونغ، على أهمية التطور المستمر والتعاون العابر للحدود في صناعة الأفلام.

 

وخلال تقديمه للندوة السينمائية الأخيرة ضمن فعاليات ملتقى قمرة السينمائي، الحاضنة السينمائية للمواهب العربية والعالمية من تنظيم مؤسسة الدوحة للأفلام، قال جوني تو: “أرى فرصًا عظيمة في الدوحة. لم آتِ إلى هنا من دون سبب وجيه. كل حقبة زمنية تتيح فرصًا مختلفة، وإذا لم تتغير وبقيت على حالك، سيكون من الصعب رؤية شيء جديد يحدث.”

 

وأعرب جوني تو، الذي يقدّم الإرشاد للمواهب المشاركة في قمرة، عن إعجابه بأحد مشاريع الأفلام القطرية، وقال: “هذا مثال على كيفية تطور أساليب صناعة الأفلام. وكيف يمكن لأي صانع أفلام، في أي مكان في العالم، أن يتطور ليصبح مخرجًا عالميًا طالما توفرت له الفرص للاستمرار.”

 

وقال خبير قمرة السينمائي: “على صنّاع الأفلام ألا يقلقوا من الذكاء الاصطناعي. هناك اليوم العديد من القنوات المختلفة لمشاهدة الأفلام. ومع وتيرة التقدم التكنولوجي، ستتطور أنواع جديدة من البرمجيات. لكن كمبدعين في صناعة المحتوى، حتى في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، لن تنتهي أدوارنا. سنظل باقين. ولهذا، يجب على المخرجين الشباب أن يوسّعوا آفاقهم، أن ينظروا إلى آسيا، إلى العالم بأسره، إلى الشرق الأوسط، حيث تُنجز أعمال استثنائية.”

 

وأشار تو، الذي تمتد مسيرته لأكثر من أربعة عقود وتشمل أكثر من 50 فيلمًا، إلى أن شغفه بالسينما كان رأسماله الحقيقي في بناء مسيرته المهنية. وأضاف: “على الرغم من أنّه كان أمامي أربع مسارات مهنية محتملة، من بينها أن أكون شرطيًا، لكنني بدأت كموظف مراسلات في محطة تلفزيون TVB، وهي أكبر محطة تلفزيونية في هونغ كونغ. كان الدافع هو الشغف. كنت مصممًا منذ البداية أن أصبح مساعد مخرج خلال خمس سنوات. واصلت مراقبة الآخرين وهم يصورون الأفلام. كنت أريد بشدة أن أصنع الأفلام.”

 

أخرج تو العديد الأفلام العالمية الشهيرة من ضمنها “انتخابات”، “وحدة المهام الخاصة”، “حياة بلا مبدأ”، وأشار إلى أن شغفه بالسينما بدأ في سنّ مبكرة عندما كان في الثامنة من عمره فقط، قائلاً: “كان والدي يعمل في مستودع قريب من دار سينما، وكان يُسمح لي بالدخول إلى الكواليس، حيث كنت أشاهد الأفلام من خلف الشاشة. كنت مضطرًا إلى الالتفات من جانب إلى آخر لمتابعة المشاهد، ولكنني وجدت أن الأفلام شيء مذهل، أقرب إلى المعجزة.”

 

وأوضح أن العمل مع عمالقة السينما في هونغ كونغ خلال السبعينيات والثمانينيات كان له تأثير بالغ عليه. وقال في هذا الصدد: “كنت محظوظًا، لأن الناس في تلك الفترة كانوا متحمسين جدًا للسينما. وكان للمخرجين الحرية في ابتكار أنواعًا جديدة من الأفلام ومواضيع تهم الجمهور.”

 

وبعد بداياته الأولى، بدأ في إنتاج وإخراج أفلام من خلال شركته للإنتاج ميلكي واي إيميج التي أسسها بالشراكة مع واي كا-فاي. وأضاف: “كنت قد أخرجت عدة أفلام ناجحة على شباك التذاكر، وفي عام 1995 لم أقم بإخراج أي فيلم، وبدأت بالتفكير في مستقبلي. ومع تأسيس ميلكي واي، توصلت مع واي كا-فاي إلى اتفاق بأن كل فيلم ننتجه يجب أن يكون أصليًا ومتفردًا. وحتى اليوم، لا زلنا متمسكين بهذا المبدأ.”

 

ووصف جونِّي تو نفسه بأنه مخرج “يعمل بالبديهة والحدس”، موضحًا أنه لا يعتمد على سيناريو مكتمل مسبقًا، بل يكتب السيناريو بالتوازي مع عملية التصوير. وقال: “إذا كان السيناريو جاهزًا بالكامل، لا أعرف كيف أبدأ التصوير. وإذا انتظرت حتى يكتمل، أشعر وكأن الفيلم قد أُنجز فعليًا.”

 

قدّمت الندوة السينمائية لصانع الأفلام جوني تو لمحة عميقة عن أسلوبه في تنفيذ مشاهد الحركة المعقدة، حيث شرح كيفية تصوير مشهد متواصل يمتد لسبع دقائق دون أي قطع. وأضاف: “كنا نتدرّب مع الممثلين باستخدام عصيّ طويلة نُحاكي بها الكاميرات. الكاميرا الحقيقية لا تدخل إلا في اليوم الثالث، ويبدأ التصوير الفعلي في اليوم الرابع. يجب أن تكون كل حركة دقيقة، ولا مجال لوقوع خطأ ولو من ممثل واحد.”

 

وأشار تو إلى أنه لا يشارك الكثير من التفاصيل مع ممثليه قبل التصوير، وهو ما يفسر تكرار عمله مع نفس الطاقم التمثيلي، وقال: “ليست من عادتي أن أُضيّع الوقت في شرح التفاصيل للممثل. أراهم شركائي الصامتين الذين يفهمون أسلوبي. لهذا السبب لا يمكنني تصوير أفلامي إلا في هونغ كونغ، لأن طاقم التمثيل والفريق الفني يفهمون تمامًا طريقة عملي.”