رأى خبيران أن الأسبوع الأول من التصعيد بين إيران وإسرائيل، كشف عن خسائر كبيرة للطرفين، وإن كانت متفاوتة في تأثيرها الاستراتيجي.
فبينما نجحت إسرائيل في تنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت قيادات إيرانية ومنشآت حيوية، تمكنت إيران من اختراق الدفاعات الإسرائيلية بصواريخ أحدثت دمارا واسعا في تل أبيب ومواقع أخرى.
ورغم التفوق العسكري الإسرائيلي، فإن إسرائيل تدفع ثمنا باهظا بسبب صغر مساحتها وكثافة بنيتها التحتية، في حين تتمتع إيران بمرونة أكبر في امتصاص الضربات، نظرا لاتساع رقعتها الجغرافية.
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية علي الأعور، إن “إسرائيل تمكنت في اليوم الأول من اغتيال عدد كبير من القيادات وضباط الصف الأول في القيادة الإيرانية، من بينهم رئيس الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان”.
وأضاف الأعور، أن “الأهم من ذلك هو التحرك الواسع لجهاز الموساد داخل طهران، حيث أقام قاعدة للطائرات المسيّرة التي شاركت أيضا في الهجوم. وشاركت في هجوم اليوم الأول أكثر من مئتي طائرة إسرائيلية؛ ما خلّف دمارا داخل إيران”.
وأوضح أن “الاختراق الأمني الكبير في طهران، واغتيال عدد من العلماء الإيرانيين، إضافة إلى السيطرة الجوية الإسرائيلية على سماء العاصمة، شكلت تحولا كبيرا، حيث لا يزال القصف يستهدف منشآت نووية ونفطية ومرافق حيوية تابعة للجيش الإيراني وقواعد الحرس الثوري”.
وأشار الأعور، إلى أن “إيران بدءًا من اليوم الثاني وحتى اليوم السابع، تمكنت من إطلاق رشقات صاروخية قوية تجاوزت منظومتي ثاد والقبة الحديدية، وأصابت أهدافا إسرائيلية دقيقة؛ ما ألحق دمارا واسعا”.
وبيّن أن “إيران استطاعت استعادة جزء من التوازن الأمني، إلا أن الحرب لا تزال سجالًا بين الطرفين، حيث توسّعت الاستهدافات لتطال مرافق حيوية ومدنية، كمشفى سوروكا والهلال الأحمر الإيراني. التصعيد المتبادل لا يزال سيد الموقف”.
وتابع :”التحوّل اللافت هو خطأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حساباته؛ إذ ظن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتدخل عسكريا في اليوم الثاني من الحرب”.
وأضاف أن “ترامب يفضّل المفاوضات على خيار الحرب، رغم استمرار القصف بين طهران وتل أبيب”.
ونقل عن رئيس بلدية رامات غان قوله: “شاركت في العديد من الحروب، لكنني لم أشهد دمارا بهذا الحجم من قبل، لا في رامات غان ولا في حَنُون ولا في مناطق أخرى”.
وختم بالقول: “إيران تتجه نحو خيار المفاوضات، لكن القرار النهائي بوقف الحرب ومنح المفاوضات فرصة لا يزال بيد نتنياهو”.
من جهته، رأى الخبير في الشؤون الإسرائيلية تحسين الحلبي، أن “الوقائع على الأرض بعد مرور أسبوع على الحرب، تشير إلى أن خسائر إسرائيل هائلة، في حين أن خسائر إيران، رغم خطورتها، لا ترتقي إلى مستوى التأثير ذاته”.
وقال الحلبي : إن “خسائر كل دولة تُقاس نسبيًا. بالنسبة لإسرائيل، فإن الأضرار فادحة مقارنة بمساحتها وعدد سكانها وأزماتها الداخلية. الصواريخ الإيرانية التي سقطت على المدن الإسرائيلية أحدثت دمارا كبيرا، خصوصا في الأبنية السكنية والبنى التحتية؛ ما زاد من معاناة السكان”.
وأوضح أن “إيران من جانبها، بلد واسع يقطنه أكثر من 90 مليون نسمة، ما يمنحها قدرة أكبر على امتصاص الضربات. ورغم استهداف بعض المنشآت النووية الحساسة، إلا أن النتائج لم تكن حاسمة، لا سيما أن منشأة فوردو، الأكثر تحصينا، لا تزال قائمة”.
وأضاف الحلبي، أن “استهداف بعض المواقع أو الدفاعات الجوية داخل إيران لا يُعد خسارة كبيرة، نظرًا لعدد تلك المواقع وانتشارها الواسع. وفي ظل هذه المعادلة، فإن طهران قادرة على خوض حرب استنزاف طويلة، حتى في ظل التفوق الجوي الإسرائيلي”.
وختم الحلبي بالقول، إن “الصدمة النفسية التي تعرض لها المجتمع الإسرائيلي ستترك أثرًا طويل الأمد. وربما تدفع موجات من السكان إلى مغادرة البلاد دون رجعة، وهو ما يعكس عمق الأزمة التي تمر بها إسرائيل خلال هذه الحرب”
“إرم نيوز”