بحثٌ مُركَّز أنجزه أستاذ العلوم السياسية والدراسات المستقبلية دكتور وليد عبدالحيِّ، يكشف فيه خبايا خطة أمريكية للإيقاع بالفلسطينيين “مقاومين ومفاوضين”، من خلال خطة “التفاؤل المفتعل” بهدف استنزاف القوة وإحباط المعنويات، والحيلولة دون هزيمة إسرائيل استراتيجياً بعد ٩ أشهر من حربها الوحشية على غزة.
هنا نص البحث نظراً لما تميز به من أفكار ومعطيات هامة:
{استناداً إلى تحليل مضمون (أي قراءة ما بين السطور) ١١٠ تصريحات سياسية لكل من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جاك سوليفان، ومدير “سي آي ايه” وليام بيرنز، تتعلق كلها بالوضع في الشرق الأوسط، خاصة حرب غزة، ومستعيناً بالتأويلات المختلفة لكل تصريح، اعتماداً على الصحف الغربية بشكل خاص، ثم رصد ردود أفعال إسرائيل على هذه التصريحات، ثم التصريحات العربية – إنْ وُجِدت -، وجدتُ أنَّ ما وراء هذه التصريحات ودلالاتها خطة أمريكية متكاملة تقوم على الآتي:
أولاً: منح إسرائيل مهلة زمنية تتراوح بين شهرين/ثلاثة أشهر لإنجاز مهمتها في غزة.
ثانياً: ستقوم الولايات المتحدة خلال هذه الفترة (٢ – ٣ أشهر) بطرح عدد من الخطط السياسية التي تخلق انطباعاً تفاؤلياً بقرب التوصل إلى تسوية سياسية، وعلى إسرائيل أن تستثمر هذا الجو التفاؤلي “المفتعل” لإنجاز مهمتها تحت غطاء هذا التفاؤل، كما أن الولايات المتحدة ستعمل على توجيه بعض القنوات الفضائية العربية للترويج لهذا الجو التفاؤلي بالتركيز على تكرار التصريحات الأمريكية المساندة لهذا التوجه “المفتعل” لخلق جو من الاسترخاء الإقليمي يمنع المقاومة من التصعيد، وبشكل يقلص فرص اتساع الحرب للمستوى الإقليمي، وقد يخلق ارتباكاً في توجهات المقاومة.
ثالثا: العمل على خلق انطباع لدى العالم بحرص الولايات المتحدة على المدنيين في قطاع غزة، سواء خلال العمليات العسكرية، أو من خلال الحرص على وصول المساعدات، وعلى إسرائيل أن تقوم بعملياتها بشكل لا يُفسد الدعاية الأمريكية في هذا الاتجاه.
رابعاً: تحريك مبادرات واجتماعات إقليمية – مع التركيز على محور التطبيع العربي – لمساندة التفاؤل “المفتعل” لكي يتم تقليص الضغط الدبلوماسي والقانوني الذي تتعرض له إسرائيل (في الأمم المتحدة والهيئات القضائية الدولية) ولتشجيع توسيع دائرة التطبيع في مرحلة لاحقة.
خامساً: على إسرائيل أن تضبط بقدر ما تصرفات وتصريحات وزرائها المتطرفين بخاصة بن غفير وسموترتش.
سادساً: توسيع دائرة عمل الوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية “رون ديرمر”، أحد أهم مهندسي العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وموضع ثقة فائقة لدى نتنياهو، وقد يكون له دور خفي كبير في كل هذا التخطيط، لا سيما أن درجة اعتماد نتنياهو عليه في العلاقة مع الولايات المتحدة هو الأكبر.
سابعاً: الإشادة الدائمة بدور الوسطاء العرب كتغطية على أي اتهام لهم بأيِّ دور ضاغط على فريق المقاومة للتفاوض.
ثامناً: وعد أمريكي لإسرائيل بأنه ما لم تتمكن من إنجازه بالقوة العسكرية سيتم إنجازه بالوسائل المدنية، خاصة في مرحلة الإعمار، وبهدف توجيه خطط المساعدات والاعمار لتكون بأيدي “غير المقاومة” لحرمان الأخيرة من استثمار ذلك في تعميق العلاقة مع المجتمع.
تاسعاً: دول عربية تستعد لتقديم مساعدات مجزية، وبقدر يجعل من التطبيع أمراً أقل أهمية من وزن هذه المساعدات السَّخية. وتبقى ربما .. ولكن هذا ما استنتجته وسنفصل فيه لاحقا}
يعقب السياسي السوري احمد رمضان عبر صفحتة على منصة اكس على تلك الدراسة انه :
في ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠٢٤ كتبتُ (مرفق النص) ما سبقَ أنْ أوردته عقب اندلاع الحرب على غزة في تشرين أول (أكتوبر) ٢٠٢٣ من أن نتنياهو طلب من إدارة بايدن مهلة حتى تموز (يوليو) ٢٠٢٤ لتحقيق أهداف الحرب، وأنَّ الإدارة أعطته شهرين إضافيين (حتى أيلول/سبتمبر ٢٠٢٤) وتم تزويد جيش الاحتلال بأسلحة مناسبة للهجوم على رفح. الآن هناك تفاهمٌ بين الطرفين لإكمال الحرب على لبنان، ولاحقاً سيتم توسعة نطاق الاستهداف لدول أخرى.