خطة ترامب وصفة استسلام ومخطط خنوع

السياسي – انتقد سياسيون وقادة أحزاب وكتّاب، ما تم إعلانه بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

وأعلن البيت الأبيض، الإثنين، تفاصيل خطة وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، قائلًا إنّه “إذا وافق الطرفان على هذا الاقتراح ستنتهي الحرب على الفور”.

وينص الاقتراح، على إعادة الأسرى الإسرائيليين الأحياء، ورفات الأموات، ونزع سلاح المقاومة ومنعها من إدارة غزة، وإعداد خطة اقتصادية وإدارية للقطاع.

واعتبر عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد الفرح، أن خطة ترامب غير قابلة للتنفيذ وهدفها حشر حماس في الزاوية، وتحميلها المسؤولية.

وأضاف أن خطة ترامب هدفها امتصاص سخط العالم ضد “إسرائيل” وإفراغ التضامن العالمي مع فلسطين.

وقال السياسي المصري محمد البرادعي، إنه شعر بالأسى العميق، على حال ومستقبل فلسطين بل والمنطقة العربية بأسرها، بعد الاستماع للمؤتمر الصحفي الذي أعلنت خلاله الخطة.

وأردف “هذه ليست خطة سلام وانما مخطط خنوع وإذعان”.

الكاتب والمحلل الفلسطيني هاني المصري اعتبر أن موافقة نتنياهو على خطة ترامب، كانت بعد إدخال تعديلات جوهرية لتتلاءم مع الشروط الإسرائيلية.

وأشار إلى عدم نص الخطة على الانسحاب الفعلي من القطاع، من خلال الاكتفاء بانسحاب تدريجي بلا سقف زمني، بما يعني بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية إلى إشعار آخر، إلى أن تضمن “إسرائيل” انتفاء أي تهديد لها.

وبين أن الشق الوحيد الواضح والملزم والسريع في الخطة، هو الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين خلال  72 ساعة وتقديم المساعدات الإنسانية، بينما بقية البنود جاءت غامضة وتحتاج إلى تفاوض، بلا جداول زمنية أو ضمانات، بما يخدم الموقف الإسرائيلي.

ولفت إلى أن أول خرق للخطة جاء على لسان ترامب؛ حين قال إن تأخر أو رفض حماس للخطة سيجعله يمنح نتنياهو الضوء الأخضر لإكمال المهمة، في حين أن نص الخطة يقتصر تطبيقها على المناطق غير الخاضعة لسيطرة حماس.

وقال المصري إن الرد الفلسطيني على الخطة يجب أن يكون جماعيًا، لأنها تستهدف الشعب الفلسطيني بأسره بكل أطرافه وقواه الحية، غير أن المعضلة تبقى قائمة في كل الخيارات: سواء بالقبول أو الرفض. ويبقى هناك خيار ثالث يتمثل في القبول المشروط والمطالبة بتعديلها.

ووصف مندوب مصر السابق بالأمم المتحدة معتز خليل، خطة ترامب، بأنها خطة استسلام غير قابلة للتحقيق، ولا يوجد فيها التزام بوقف الحرب، وإنما فقط استعادة الأسرى والقضاء على المقاومة.

في غزة، رأى مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع إسماعيل الثوابتة، أن الخطة لا تمثل حلاً حقيقياً موضوعياً منصفاً، بل هي محاولة لفرض وصاية جديدة تُشرعن الاحتلال الإسرائيلي، وتُجرّد الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية والسياسية والإنسانية.

وأكد أن الطريق الوحيدة لوقف الحرب هو إنهاء العدوان ورفع الحصار ووقف الإبادة، وضمان الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير.

ووافقه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، الذي قال إن ما تم الإعلان عنه في المؤتمر الصحفي بين ترامب ونتنياهو هو اتفاق أمريكي إسرائيلي، وهو تعبير عن موقف “إسرائيل” بالكامل، وهو وصفة لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني.

يتزامن ذلك مع مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة لليوم الـ725 على التوالي، وسط تصعيد خطير في وتيرة القصف والاستهداف المباشر للأحياء السكنية والمرافق المدنية.