خلال 7 أشهر – ترمب تحدث 2.4 مليون كلمة واجرى 156 لقاء صحفيا

السياسي – في البيت الأبيض، لا تُقَاس السياسة فقط بالقرارات والبيانات، بل أيضًا بعدد الكلمات.

أرقام لافتة كشفتها الإدارة الأميركية حول حجم تواصل الرئيس دونالد ترمب مع الصحفيين منذ عودته إلى السلطة، تضعه في صدارة الرؤساء الأكثر حديثًا للإعلام، بكمٍّ لغوي تجاوز ملايين الكلمات خلال أقل من عام.

لكن ماذا تعني هذه الأرقام سياسيًّا وإعلاميًّا؟ هل يعكس هذا السيل من الكلمات شفافية غير مسبوقة أم استراتيجية محسوبة للهيمنة على المشهد الإعلامي؟ وهل أسهم هذا الحضور المكثف في توضيح سياسات الإدارة أم في زيادة الجدل والانقسام؟ وإلى أي حد يمكن للكلمة، حين تفيض بهذا الحجم، أن تتحول من أداة تواصل إلى أداة نفوذ؟

وكشف البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تحدث منذ عودته إلى السلطة للصحفيين بما مجموعه 2.4 مليون كلمة، أي أكثر من 4 أضعاف حجم رواية «الحرب والسلام» للكاتب ليف تولستوي.

إحصاءات إدارة التوثيق الصحفي في البيت الأبيض كشفت أن الرئيس دونالد ترمب ومنذ صوله للمرة الثانية إلى الحكم حتى الثامن من الشهر الحالي تحدَّث بنحو مليونين ونصف مليون كلمة للإعلام.

رقم يفوق أضعافًا كبرى وطولى الروايات العالمية وهو بعد لم يتم عامه الأول في الحكم، شارك فيها بنحو 400 فعالية مفتوحة للصحافة، لقاءات في البيت الأبيض وخارجه، على الأرض ومحلقا في السماء.

ليس غريبا أن تكون كلماته للصحافة بهذا الحجم اللفظي، فترمب كلَّف نفسه في بعض الأوقات بالإجابة على أسئلة لم توجَّه إليه.

على كثرة لقاءاته الإعلامية المباشرة، إلا أنه لم يكن يعكس صورة الرئيس ولا السياسي المحنَّك، انتقل من مرحلة اتهامه لوسائل الإعلام الكبرى بتقديم تغطية منحازة ضده، إلى التهجُّم على سائليه والسخرية منهم وأحيانا الإساءة لشخصهم، خصوصا إن كانت أسئلتهم تتحدى سياساته الخارجية.

وعلى حرصه أن يكون عفويًّا ونسيان أي كرسي يجلس عليه، إلا أنه كان منتقدًا إلى حد التشكيك في قدراته الذهنية.

قبل سنة حذَّرت مجموعة سياسية معارضة لترمب من نرجسية خبيثة بشخصيته، أسندت ذلك برسالة وقَّع عليها نحو 200 متخصص في الصحة العقلية، وفق صحيفة الغارديان.

الرسالة التي نشرت على صفحات نيويورك تايمز حذَّرت من أن ترمب شخص خطر وأنه يعاني من نرجسية خبيثة، مما يجعله غير لائق تمامًا لقيادة أميركا، ويمثل تهديدًا وجوديًّا للديمقراطية فيها.

ما اتُّهِم به ترمب قبل فوزه الثاني بالرئاسة من أنه يعاني من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، ويظهر نمطًا من الفشل في الامتثال للمعايير والقوانين الاجتماعية والكذب المتكرر، قد يفسِّر ولو على نحو جزئي جانبًا من إسهابه الإعلامي.