داعش.. حقيقتها وكلمة الفصل فيها

د.عبدالسلام طالب

داعش هي ” ثمرةُ زواج مكرٍ خارجي بغلوٍ داخلي ”
ماذا يقول دعاة الوعي وفقهاؤهم عن داعش :
– إنها نبتة سُقيت بماء الظلم والقهر الذي تعرضت له الشعوب المسلمة في العقود الأخيرة، لكنها نبتت في تربة من “الجهل المركب” بنصوص الشريعة ومقاصدها ..!!
– قالوا إنها تحمل منهجاً منحرفاً فصنع منها الغرب كياناً وظيفياً مخترقاً فهم يوفرون للعدو
“ الذريعة الأخلاقية ” لمحاربة المسلمين وابادتهم تحت مسمى و شعار “محاربة الإرهاب”.
– قالوا إن أتباعها من الحمقى الذين يظنون أنهم يحسنون صنعاً وهم يخدمون عدوهم من حيث لا يدروا فمشكلتهم في عقولهم وطريقة تفكيرهم وجهلهم لمقاصد شريعة ربهم .
– قالوا إنهم على دين الخوارج فهم يوغلون ويستبيحون دماء مخالفيهم من المسلمين متجاهلين قول النبي ﷺ: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً».
– قالوا بل إنهم من غلاة الخوارج لأنهم بنوا تنظيمهم على التكفير بالتسلسل كغلاة الأزارقة قديماً فكفروا الحكام ومن لم يكفرهم وكفروا كل من لا يسير على نهجهم .
– قالوا إنهم خالفوا اجماع الأمة في مفهوم الخلافة حتى جعلوا من أميرهم خليفة من غير رضا ولا مشورة من المسلمين وهذا اغتصاب لحق الأمة في اختيار خليفتها .
– قالوا عنه إنه تنظيم وظيفي مخترق من أعلى الهرم فلا نزعم أنهم جميعاً صناعة استخباراتية إنما معظم قياداتهم خاصة الملثمين والمجهولين هم من صنع الاستخبارات و باقي الجماعة من المغرر بهم والحمقى والمخدوعين وعليهم طاعة الأمير وأميرهم موجه من صانعيه ولهذا نجد أن جل أفعالهم تخالف الشريعة ومصالح المسلمين .
– قالوا إنه تنظيم وظيفي يهدف من اختراقه القيام بأعمال من شأنها أن تشوه حقيقة الإسلام حتى يكرهه الناس جميعاً مسلمهم قبل كافرهم .
– قالوا إن قيادتهم تأمرهم بقتل كل مجاهد مخلص زاعمين أنه خالف أوامر الأمير فيتم توكيل ملثم مجهول بهذه المهمة وما على المجاهد الا سماع كلمة الأمير .
– قالوا عنهم أنهم يقدسون الوسيلة ويتركون الغايات والمقاصد فيعتبرون حياتهم للجهاد ولا يعتبرون الجهاد وسيلة لحياة إسلامية رغيدة وهكذا يقنعون أتباعهم بالاستشهاد والمضي للجنة وترى قادتهم سالمين في رحالهم آمنين على أرواحهم لا يطلبون الجنة ونعيمها .
– قالوا عنهم أنهم مخترقون لدرجة أن صانعهم يوهمهم أنه لا يعلم مكان قادتهم حتى يقرر الخلاص منهم عندما تنتهي مدتهم حتى لا يفتضح أمرهم فإن قرر الخلاص منهم وجدهم في ساعة من نهار .
– قالوا عنهم إنهم لم يحرروا شبراً من الأرض بل ساهموا في تسليم الأرض للعدو ، ولم يقيموا حكم الله في مفحص قطاة بل صنعوا أسوء نظام عرفه التاريخ ، ولم يقدموا نموذجاً اسلامياً يكون قدوة للناس ولم يوحدوا كلمة المسلمين بل كانوا سبباً للنزاع والفرقة
حتى صار البديل الذي قدموه هو ” الكفر المغلف بالدين ” حتى صار الناس في خوف وجوع بينما جاء الإسلام ليخرج الناس من الظلم والظلمات ويطعمهم من جوع ويأمنهم من خوف .
– قالوا عنهم إنهم ليسوا شجعاناً كما يدعون أو كما يصفهم البعض فالشجاعة الحقيقية تكون في اقتحام عقول الخلق واقناعهم بالحجة لا ببريق السيف والشجاعة تكون بتفكيك عرى الالحاد و اظهار محاسن الإسلام للأمم التائهة لا تكون بالعمليات الاستشهادية وتفجير الآخرين .
– قالوا إن المهمة الأساسية لصناعة هذا التنظيم هي الاستنزاف الذاتي لكوادر الامة الجهادية لأنها تستقطب أكثر الشباب حماسة للعمل في سبيل دينه وأمته وتقوم بغسل أدمغتهم ثم الخلاص منهم عبر مسارات خاطئة تدكهم في مطحنة الانتحار تحت شعار الدين .
– قالوا إن كوادر هذا التنظيم هم ضحايا عمليات غسيل دماغ ممنهج انتزع منهم روح الرحمة وزودهم بطاقة العنف والوحشية والانفجار فبدل أن يكونوا دروعاً للأمة تحولوا الى خناجر في خاصرتها .
وفي نهاية المطاف هذا التنظيم مرضٌ أصاب جسد الأمة نتيجة ضعف المناعة العلمية وضعف فقه الواقع والسياسة والجهل بمحاسن الإسلام ومقاصد الشريعة ونتيجة لتركيز العلماء والمشايخ على الفقه الظاهري للاسلام وترك روحه ومقاصده …!!
قال تعالى ” ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ” .