داعمو الاحتلال يتراجعون الى الخلف – اعتراف بالخطأ بلا محاسبة

السياسي – بدأت بعض الأصوات المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي أخيرًا في الإقرار بما يجري في قطاع غزة، لكن تلك الاعترافات تأتي، كما يلاحظ كثيرون، على استحياء وبلا أي شعور حقيقي بالذنب، رغم أن الحرب المستمرة منذ نحو عامين خلّفت دمارًا واسعًا وآلاف الضحايا المدنيين.

ففي مقال نشرته الكاتبة كايتلين جونستون، جرى تسليط الضوء على تغريدة نشرتها الناشطة الليبرالية بريانا وو، المعروفة بمواقفها المؤيدة لإسرائيل، والتي كتبت تعليقًا على تقرير لصحيفة نيويورك تايمز بعنوان: “فشل تام: عودة إسرائيل للحرب جلبت الخراب لغزة ولم تحقق الكثير للإسرائيليين”. وأقرّت “وو” في التغريدة بأن ما تنشره الصحيفة يتوافق مع ما تقوله بقية وسائل الإعلام، مضيفة: “أدعم إسرائيل بكل قوة، لكن لا أستطيع إنكار الحقائق… بعد كل المبالغات، يبدو أن الصرخات كانت حقيقية هذه المرة”.

لكن، كما يشير المقال، جاءت صياغة “وو” وكأنها محاولة للانسحاب من الموقف السابق “من الباب الخلفي”، دون أن تتحمل مسؤولية دعمها المتواصل للحرب وسياسات الاحتلال في غزة. وجاء في النص:

“هذه ليست مجرد مغالطة بسيطة. وو أمضت نحو عامين وهي تدافع عن إبادة جماعية حرفيًا، وتهاجم كل من عارض ذلك، بل وادعت مرارًا أن المدنيين لم يكونوا مستهدفين في غزة، وأن الهجوم الإسرائيلي هو الأقل من حيث الخسائر المدنية في الحروب الحضرية الحديثة”.

وتضيف الكاتبة أن شخصيات مثل وو “غطّت بأقوالها أفعالًا وصفتها جهات حقوقية وعالمية بأنها جرائم حرب، بل إبادة جماعية”.

وتتابع “لو كنت مكانها وأدركت أنني أسهمت في تبرير ذبح عشرات الآلاف من البشر، لا أعتقد أنني سأقدر على مواصلة حياتي. لا يمكن لمن يعترف بخطيئته بهذا الحجم أن يمرر اعترافه بجملة باهتة على تويتر”.

كما أشارت الكاتبة إلى أصوات إعلامية أخرى بدأت مؤخرًا في مراجعة مواقفها، مثل الصحافي جوردان فايسمان من Yahoo Finance، الذي اعترف بأن “اليسار كان محقًا في توقع ما ستؤول إليه الحرب”، لكنه وصف معارضة الحرب بأنها “معاداة قبيحة للسامية”، وهو توصيف رفضه كاتب التقرير بشدة، معتبرًا أن مناهضة الإبادة ليست كراهية لليهود بل دفاع عن حقوق الإنسان.

ويختتم المقال دعوته لكل من دعم الحرب الإسرائيلية على غزة – سياسيين وإعلاميين ونشطاء – إلى الإقرار بخطئهم “بتواضع شديد، وبمظاهر واضحة من الندم والاعتذار، لا بمجرد تغريدات باهتة أو تصريحات ملتوية”.