دراسة حديثة الكوليسترول ليس العدو الأول لصحة القلب

السياسي -24

لسنوات طويلة، كان يُعتقد أن ارتفاع الكوليسترول في الدم هو السبب الرئيسي لأمراض القلب والنوبات القلبية، ولكن الأبحاث الحديثة بدأت تكشف عن خلفية هذه الخرافة الطبية التي أثرت بشكل كبير على الفكر الصحي لعقود.

ولطالما نصح الأطباء بتجنب الأطعمة الغنية بالكوليسترول مثل اللحوم الحمراء والبيض، معتقدين أن الكوليسترول في الغذاء يزيد من الكوليسترول في الجسم، مما يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.

الكوليسترول: العدو أم الحليف؟

الكوليسترول هو مادة شمعية ضرورية لصحة الجسم؛ حيث يساعد في بناء الخلايا، وإنتاج الفيتامينات، وتنظيم الهرمونات مثل الإستروجين والتستوستيرون.

لكن هناك نوعين من الكوليسترول: “الجيد” HDL و”السيئ” LDL.

كان يُعتقد أن LDL هو العامل الرئيس في انسداد الشرايين وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب، لكن الحقيقة قد تكون أكثر تعقيداً من ذلك.

ومنذ خمسينيات القرن الماضي، بدأ الأطباء في الاعتقاد بأن الكوليسترول المرتفع هو عامل خطر رئيسي للأمراض القلبية، مما دفعهم إلى نصح المرضى بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالكوليسترول.

هذا التصور أدى إلى ازدهار صناعة الأدوية الخاصة بتخفيض الكوليسترول، فضلاً عن انتشار العديد من الأنظمة الغذائية التي كانت تهدف إلى تقليل مستوى الكوليسترول.

إلا أن الأبحاث الحديثة بدأت في تفنيد هذا المعتقد، وتبين أن الكوليسترول وحده ليس هو السبب الوحيد وراء أمراض القلب، بحسب صحيفة “ديلي ميل”.

 

دراسة جديدة تكشف خرافة الكوليسترول

الدكتور نيك نورويتز، الباحث في اضطرابات الأيض، يوضح في دراسته الأخيرة أن الكوليسترول المرتفع ليس بالضرورة مؤشراً على خطر الإصابة بأمراض القلب.

وأظهرت دراسته أن الأشخاص الذين يتبعون نظام الكيتو الغذائي، الذي يعتمد على الدهون، ويقلل من الكربوهيدرات، يمكنهم امتلاك مستويات مرتفعة من الكوليسترول، دون أن يتعرضوا لتراكمات ضارة في شرايينهم.

 

بل إن هؤلاء الأشخاص، الذين يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام، لم يعانوا من أي انسداد في الشرايين، رغم ارتفاع مستويات الـ LDL.

ويشير الدكتور نورويتز إلى أن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن مستويات الكوليسترول المرتفع ليست العامل الوحيد الذي يؤدي إلى انسداد الشرايين أو خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

هناك العديد من العوامل الأخرى مثل التدخين، قلة النشاط البدني، ارتفاع ضغط الدم، السمنة، والسكري، التي تلعب دوراً كبيراً في صحة القلب.

بينما الكوليسترول وحده قد لا يكون مضراً كما كان يُعتقد، إلا أن وجود عوامل أخرى قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

هذه الاكتشافات تشير إلى ضرورة تغيير النظرة السائدة حول الكوليسترول، وبدلاً من التركيز فقط على تقليل مستواه، ينبغي أن تركز النصائح الطبية على تحسين الصحة العامة، من خلال تبني نمط حياة صحي، والحفاظ على وزن مثالي، وزيادة النشاط البدني، بالإضافة إلى تقليل عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم.