السياسي –
في الوقت الذي باتت فيه حقن إنقاص الوزن مثل أوزمبيك ومونجارو ثورة طبية في مواجهة السمنة، حذرت دراسة حديثة من احتمال ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكلى، المعروف بـ”القاتل الصامت”.
الدراسة التي تابعت نحو 44 ألف مريض على مدى عشر سنوات، خلصت إلى أن هذه الأدوية قلّلت من خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام بنسبة 17%، مع انخفاض ملحوظ في سرطانات المبيض والرحم. لكن في المقابل، سجلت ارتفاعاً بنسبة الثلث في احتمالية الإصابة بسرطان الكلى، خاصة لدى من هم دون الـ65 عاماً ومن يعانون من زيادة الوزن.
مخاوف الأطباء
يُعد سرطان الكلى من أكثر أنواع السرطان نمواً في بريطانيا والولايات المتحدة، وغالباً ما يُكتشف في مراحل متأخرة بسبب غياب الأعراض الواضحة. وبحسب الإحصاءات، يتم تشخيص نحو 14 ألف حالة سنوياً في بريطانيا و80 ألف حالة في الولايات المتحدة، مع معدلات وفاة مرتفعة.
التفسير المحتمل
يرجّح الخبراء أن الغثيان والقيء والجفاف، وهي من الأعراض الجانبية الشائعة لهذه الحقن، قد تؤدي إلى تلف متكرر في أنسجة الكلى، مما يرفع خطر الإصابة بالسرطان. كما أشار بعض العلماء إلى احتمال أن يكون التحفيز المستمر لمستقبلات GLP-1 في الكلى وراء نمو غير طبيعي للخلايا، لكن ذلك لم يُثبت بشكل قاطع.
بين الفوائد والمخاطر
ورغم هذه المخاوف، شدد الباحثون على أن الخطر يبقى محدوداً، إذ تُقدر الزيادة بحوالي ست حالات إضافية لكل 10 آلاف مريض سنوياً. في المقابل، تؤكد الدراسات أن الحقن تُساهم في خفض معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الكلى، بجانب فاعليتها الكبيرة في إنقاص الوزن.
وبينما يرى الخبراء أن النتائج تستدعي الحذر، فإنهم يشددون على ضرورة مواصلة الأبحاث قبل إصدار أي أحكام نهائية. فهذه الأدوية قد تحمل فوائد صحية واسعة، لكنها لا تخلو من علامات استفهام تتطلب مزيداً من التدقيق.