دراسة لـ حشد تكشف الواقع المأساوي للشباب في غزة منذ بدء العدوان

صدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” ورقة حقائق جديدة من إعداد الباحثة آلاء رمزي داود، تكشف فيها بالأرقام والتحليل حجم المعاناة غير المسبوقة التي يعيشها الشباب في قطاع غزة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، وتوثق التداعيات الكارثية على حياتهم ومستقبلهم في ظل أزمة إنسانية شاملة تتفاقم يوماً بعد يوم.

جيل يُستهدف بالموت المادي والمعنوي
تشير الورقة إلى أن الشباب، الذين يشكلون أكثر من ثلث سكان القطاع، يواجهون مزيجاً من القتل المباشر بالقصف والحصار، والموت البطيء نتيجة فقدان التعليم، وانهيار الاقتصاد، وانعدام الأمن الغذائي، وتفاقم الأزمات النفسية. وتؤكد أن مستقبل إعادة إعمار غزة وإحياء المجتمع الفلسطيني مرتبط بشكل مباشر بتمكين هذا الجيل وإعادة دمجه في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

خسائر بشرية غير مسبوقة
وفق البيانات الموثقة، بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بداية العدوان 61,158 قتيلاً و151,442 مصاباً، بينهم 18,430 طفلاً (31%) و9,735 امرأة (16%)، فيما يمثل الرجال نسبة 46% من الشهداء. وتحذر الورقة من خلل ديموغرافي خطير يهدد التوازن الاجتماعي نتيجة النقص الحاد في الفئة الشابة والمنتجة.

انهيار المنظومة التعليمية
تكشف الورقة عن حرمان نحو 88 ألف طالب وطالبة من الالتحاق بجامعاتهم، و39 ألف طالب من أداء امتحانات الثانوية العامة للعام 2025. كما سُجلت 64 اعتداءً على المدارس، وتضررت 91.8% من مباني المدارس (518 من أصل 564) تضرراً جسيماً أو دُمرت بالكامل، ما يضع جيل الشباب أمام خطر الفقد التعليمي وحرمانه من أساسيات التطور المعرفي.

بطالة قياسية وتهميش اقتصادي
وصلت معدلات البطالة بين الشباب في غزة إلى 80% في 2024، مع انقطاع 74% من الفئة العمرية (15-29 سنة) عن التعليم أو العمل أو التدريب. كما أن الاعتماد على القطاع غير الرسمي، خاصة في الضفة الغربية، يحرم الشباب من الحماية الاجتماعية ويزيد من هشاشتهم الاقتصادية.

كارثة غذائية وصحية
أشارت الورقة إلى وفاة 1,655 شخصاً أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، وإصابة أكثر من 11,800 آخرين، بينما يعاني 39% من سكان غزة من انقطاع متواصل عن الطعام لعدة أيام، وسُجلت 193 حالة وفاة بسبب سوء التغذية حتى 6 أغسطس 2025، بينهم أطفال ونساء. وتؤكد “حشد” أن هذه المؤشرات تنذر بكارثة إنسانية طويلة الأمد تهدد صحة الأجيال الشابة ونموها البدني والعقلي.

تداعيات نفسية واجتماعية عميقة
ترصد الورقة ارتفاعاً مقلقاً في معدلات الاكتئاب، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة بين الشباب، نتيجة الصدمات الجماعية وفقدان الأحبة وانقطاع التعليم والعمل، ما يستدعي استجابة عاجلة لبرامج الدعم النفسي والاجتماعي.

انتهاكات جسيمة للقانون الدولي
أكدت الورقة أن استهداف المنازل والمدارس وقتل المدنيين أثناء محاولة الحصول على المساعدات يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، مطالبة بتفعيل آليات المساءلة وفتح ممرات إنسانية آمنة.

الهيئة الدولية “حشد” تدعو الى :

وقف فوري وشامل للهجمات على المدنيين والبنية التحتية التعليمية ومراكز الإغاثة.
فتح ممرات إنسانية آمنة وإزالة العراقيل أمام وصول المساعدات.
تنفيذ برامج تعليم طارئة ومساحات تعلم آمنة.
توفير دعم نفسي واجتماعي واسع النطاق للشباب والأسر المتضررة.
خلق فرص عمل مؤقتة وبرامج تدريب مهني لإعادة دمج الشباب في الحياة الاقتصادية.
إشراك الشباب في مشاريع إعادة الإعمار مع دعم التعليم الفني والتقني.
وفي الختام “حشد” تحذر  من أن تجاهل الأزمة الحالية سيؤدي إلى ضياع مستقبل جيل كامل، مما يهدد ليس فقط حاضر قطاع غزة بل مستقبل القضية الفلسطينية بأسرها، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه حماية المدنيين وإنهاء معاناتهم.

 

لقراءة الورقة بالكامل اضغط هنا