*دماء الأسرى تكتب تاريخًا جديدًا: الأيام نيوز تشنّ حرب الذاكرة الأخيرة ضد آلة التطهير الإسرائيلية”

الجزائر/ بن معمر الحاج عيسى

في العاصفة الإعلامية التي تشنها إسرائيل لتحويل فلسطين إلى مجرد “قضية أرشيفية”، يخرج عددٌ استثنائي من جريدة “الأيام نيوز” كصاعقةٍ تفجِّر صمت العالم. العدد الخاص بيوم الأسير الفلسطيني ليس مجرد صحفٍ، بل هو مُتحفٌ متنقلٌ للآلام الحية، حيث تحوَّلت صفحاته إلى ساحة معركة بين رواية الدم الفلسطيني وآلة التزييف الصهيونية. حيث عمد طاقم التحرير ومصميين إلى الجمع بين قوة الكلمة و سمفونية الصورة بأقلام فلسطينية تؤرخ لصمود الشعب الفلسطيني في وجه الغطرسة الصهاينة وألة القمع الممنهج من داخل سجن “نفحة” الصحراوي الذي يحاول من خلال زبانية التعذيب طمس نور الحرية على أجساد الأسرى الذين هم صرخة الإنسان في وجه الطغيان
فلقد جمع العدد الأخير من جريدة الأيام بين التأريخ لقضية أمة ووطن وتحليلٍ قانوني يكشف كيف حوَّلت إسرائيل القانون الدولي إلى “ورقة مبللة بالدماء”
. لم يتوقف الفريق التحريري عند ما يعانيه الأسير الفلسطيني، داخل زنازين “عوفر” التابع للجيش الإسرائيلي تحت تهديد السلاح، بينما حوَّل الكاريكاتير السياسي هذه الجرائم إلى صورٍ سوداوية تسخر من شعار “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”.

لم تكن المواجهة تقنيةً فحسب، بل لغويةً أيضًا: فريق التحرير أعاد كتابة قاموس المصطلحات الإعلامية عبر استبدال “القتلى” بـ”الشهداء”، و”الصراع” بـ”المقاومة”، في محاولة لاقتلاع التضليل اللغوي الذي حوَّل الاحتلال إلى “نزاعٍ ثنائي”. لم ينسَ العدد دور المرأة الفلسطينية كحارسة الذاكرة، فنشر سيرًا ذاتية لأسيرات سابقّات مخاطبا العالم الدولي والعربي من أجل كسر جدار الصمت بخصوص قضية أمة وشعب فكان ذلك حاضرًا بقوة عبر شهاداتٍ بأقلام فلسطينية وعربية الذين شاركوا في تحويل تقارير الجريدة إلى أدلةٍ في محكمة … لضمير الإنسانية الغائب أو المغيب إلى حين

لكن التحدي الأكبر كان رقميًا وتقنيا لفريق الجريدة الإكترونية الأيام نيوز وذلك من أجل إعطاء هذا العدد الخاص بيوم الأسير الفلسطيني عبر النسخة الورقية نفحة من الجمالية جمعت مابين قوة الكلمة وبسمفونية الصورةأيضًا التي تعكس روح الأمل والأمل

العدد لم يُغفل البعد الإنساني: صفحة كاملة خُصصت لإيصال رسائل سياسة وثقافة وحتى قانونية من خلال التأريخ لرجال نذرو حياتهم من أجل خدمة الذاكرة الفلسطينية ..
هذه الأقلام الفلسطينية والعربية كرست مفهوم الصوت العربي الواحد في ملحقٍ تفاعلي. كل هذا الجهد تحوَّل إلى سلاحٍ ..
تقارير “الأيام نيوز” ستكون أساسًا تاريخي يُقدَّم رؤية حداثية لإعلام المقاومة يجمع بين أرث الماضي وتطلعات المستقبل …
ليكون. هذا العدد الخاص بيوم الأسير الفلسطيني مرجعاكـ”وثيقة أساسية لفهم مرحلة ما بعد أكتوبر 2023″.

هكذا، لم تعد “الأيام نيوز” مجرد صحيفة، بل تحوَّلت إلى جيشٍ ورقّي يُذكِّر العالم بأن دماء الأسرى لم تجفّ بعد، وأن كل سطرٍ يُكتب عنهم يُشكّل إبرةً تُخيط جراح أمةٍ ترفض أن تتحوّل إلى رقمٍ في سجلات النسيان.

لم تكن هذه الأسماء مجرد زينةٍ أدبية، بل شكَّلت درعًا معرفيًا ضد محاولات التزييف والتحريف من طرف إعلام إسرائيلي وحتى غربي يحاول التسويق لمفاهيم واهية … عبرالدعاية الكاذبة”،

الأيام نيوز التي جعلت من الأدب والقلم الفلسطيني مرآةٍ تكشف الوجه العنصري للاحتلال. فيما يخص قضايا الأسرى ومحاولة التطهير العرقي والديني والثقافي والاجتماعي الممنهج
ليتحوَّل الملحق إلى سيمفونيةٍ تجمع بين صرخة الأسير المحاصر وقلم الكاتب الحر، بين دماء المعتقلين وأحبار المثقفين، حيث لم تعد المقاومة مجرد رصاصات، بل صارت كلماتٍ تُحفر في جدار الزمن، تاركةً جرحًا مفتوحًا في ضمير العالم الذي لم يعد قادرًا على إغماض عينيه عن حقيقةٍ تُكتب كل يومٍ بأقلامٍ فلسطينيةٍ ترفض الموت…. بل أقلام من رصاص..