السياسي – أثارت عملية ترحيل 5 مهاجرين من الولايات المتحدة إلى دولة إسواتيني الصغيرة في جنوب إفريقيا موجة غضب عارمة، بعدما وصفتهم مسؤولة أمريكية بـ”الوحوش المنحرفة”، وأكدت نقلهم إلى سجونها.
وأكدت سلطات إسواتيني، المعروفة سابقا باسم سوازيلاند، والتي تعادل مساحتها تقريباً مساحة ولاية نيوجيرسي الأمريكية، أن المرحّلين الخمسة محتجزون في وحدات معزولة داخل سجون البلاد. وأقرّ المسؤولون بـ”القلق الواسع النطاق”، لكنهم شددوا على أن الرجال المرحلين “لا يشكلون أي تهديد للبلاد أو مواطنيها”.
وفي تصريحات لشبكة “سي إن إن”، قال المتحدث الحكومي بالإنابة، ثابيل مدلولي، إن المرحّلين محتجزون في حبس انفرادي، لكنه رفض تحديد مواقع احتجازهم لأسباب أمنية.
ورغم عدم الكشف عن مدة بقاء هؤلاء في البلاد، أشار مدلولي إلى أن “الترحيل جاء نتيجة أشهر من الاتصالات المكثفة الرفيعة المستوى” بين الولايات المتحدة وإسواتيني، مؤكداً استمرار الاتصالات المهمة بين الجهات المعنية.
في المقابل، وجّه رافضون لهذه الخطوة انتقادات لاذعة، معتبرين أن من غير المقبول أن تُعامل إسواتيني كـ”مكب نفايات” لأشخاص رُفض بقاؤهم في الولايات المتحدة.
جدير بالذكر أن المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، تريشيا ماكلولين، قالت في منشور على منصة “إكس” الأربعاء، إن المرحّلين الخمسة مواطنون من جامايكا ولاوس وكوبا واليمن وفيتنام، ووصفتهم بأنهم “أفراد همجيون بشكل فريد لدرجة أن بلدانهم الأصلية رفضت استعادتهم”.
وأضافت ماكلولين: “هؤلاء الوحوش المنحرفون يُرهبون المجتمعات الأمريكية، ولكن بفضل الرئيس دونالد ترامب، ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، غادروا الأراضي الأمريكية”، مشيرة إلى إدانتهم بجرائم شملت اغتصاب الأطفال، والقتل، والسرقة.
من جهتها، أوضحت المتحدثة باسم حكومة إسواتيني أن بلادها ستتعاون مع الولايات المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة لتسهيل عبور هؤلاء السجناء إلى بلدانهم الأصلية، لكنها صرحت لـCNN الخميس بأنه “لا توجد جداول زمنية في الوقت الحالي” لإتمام إعادتهم.
وفيما كانت عمليات الترحيل الجماعي إلى سجون السلفادور التي نفذتها إدارة ترامب قد تصدّرت العناوين، يعمل البيت الأبيض بشكل سري لإبرام اتفاقيات مع عدد من الدول الإفريقية لاستقبال مرحَّلين من دول أخرى.
وكانت حملة الرئيس دونالد ترامب على الهجرة قد واجهت عقبات لوجستية، إذ رفضت بعض الدول استعادة مواطنيها، أو قبلت ولكن بشكل محدود.
وفي هذا السياق، أعربت دول كنيجيريا عن رفضها للضغوط الأمريكية، إذ صرح وزير الخارجية النيجيري، يوسف توغار، في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي، بأن واشنطن تمارس ضغوطاً كبيرة على الدول الإفريقية لقبول ترحيل فنزويليين من الولايات المتحدة، بعضهم فور خروجه من السجن، لافتا إلى أن الولايات المتحدة أعلنت زيادة في الرسوم الجمركية وتخفيضات في صلاحية التأشيرات.
ردا على ذلك، أكدت البعثة الأمريكية في نيجيريا أن التغييرات في التأشيرات “لم تكن نتيجة موقف أي دولة من المرحلين من دول ثالثة”، بل هي تهدف إلى “حماية أنظمة الهجرة الأمريكية”.
ونقلت “سي إن إن” عن مسؤول في البيت الأبيض بيانا جاء فيه: “إدارة ترامب ملتزمة بترحيل الأجانب غير الشرعيين المجرمين من الولايات المتحدة”، مردفا: “تجري الإدارة باستمرار محادثات مع الدول الأجنبية حول مواضيع متنوعة، لكننا لا نشارك معلومات حول المناقشات الخاصة”.
المصدر: “سي إن إن”