دولة الاحتلال تسجل معدلات هجرة سلبية غير مسبوقة

السياسي – قالت صحيفة معاريف إن بيانات صادرة عن المكتب المركزي للإحصاء أظهرت إن دولة الاحتلال سجّلت العام الماضي هجرة سلبية بواقع 23 ألف مهاجر إلى خارج الأراضي المحتلة، في واحدة من المرات النادرة خلال المئة عام الماضية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعطيات أوضحت أن حوالي 25 ألف مهاجر وصلوا إلى الأراضي المحتلة، وحوالي 5 آلاف آخرين دخلوا في إطار برنامج لمّ شمل العائلات، كما عاد نحو 21 ألف إسرائيلي من الخارج، في حين غادر دولة الاحتلال حوالي 79 ألف مهاجر خلال العام نفسه، ما أدى إلى بقاء الرصيد سلبيا.

ونقلت الصحيفة عن الخبير الإحصائي والديموغرافي البروفيسور سيرجيو ديلا بيرغولا حيث قال: “هذه هي المرة الرابعة خلال المئة عام الماضية التي تشهد فيها إسرائيل هجرة سلبية”، مشيرا إلى أن المرات السابقة كانت في عشرينيات القرن الماضي، ثم في أوائل خمسينيات القرن الماضي بعد موجات هجرة كبيرة، ثم في أوائل ثمانينيات القرن الماضي بسبب التضخم والأوضاع الاقتصادية، فيما جاءت المرة الرابعة العام الماضي نتيجة الحرب.
وأضاف ديلا يرغولا أن دراسة بيانات المغادرين تكشف عن معطيات مثيرة للدهشة، موضحا: “اكتشفت أمرا مثيرا للغاية ومفاجئا جدا، نسبة غير اليهود الذين هاجروا من إسرائيل كانت مرتفعة جدا، وبلغت حوالي نصف إجمالي عدد المهاجرين، هؤلاء في الغالب إسرائيليون لا تعرّفهم الحاخامية كيهود، لكن يحق لهم بموجب قانون العودة أن يكونوا مقيمين في إسرائيل”.

وبيّن للصحيفة أن لهذه الظاهرة عدة أسباب، منها أن مسؤولي الهجرة في إسرائيل يجعلون حياتهم “بائسة”، فضلا عن مغادرة البعض بسبب الحرب وشعورهم بانعدام الأمن الشخصي.

وأضاف أن جزءا من هؤلاء كان قد هاجر إلى الأراضي المحتلة بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لكنهم الآن لا يشعرون بالأمان أو يقلقون من الوضع الاقتصادي، فيقررون العودة إلى أوطانهم أو الهجرة إلى بلد ثالث، مؤكدا أن هؤلاء يشعرون بانتماء أقل مقارنة باليهود المقيمين في البلاد.

وقال مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، الأربعاء،  إن عدد السكان في دولة الاحتلال يقدر بحوالي 10 ملايين و148 ألف نسمة، من بينهم نحو 7 ملايين و758 ألف يهودي “78.5 بالمئة”، وحوالي 2 مليون و130 ألف عربي “21.5 بالمئة” وحوالي 260 ألف أجنبي.

ويشمل الإحصاء نحو 400 ألف فلسطيني في القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في 1967 وضمتها إليها عام 1980، في خطوة لا تعترف بها الأمم المتحدة.

وتشهد “إسرائيل” أوضاعا اقتصادية خانقة وانقسامات سياسية عميقة، ضمن تداعيات حرب الإبادة الجماعية التي تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة إضافة لعدونها بالضفة الغربية.