السياسي – شهد العام 2025 العديد من التحولات السياسية على مستوى العالم، من أهمها مغادرة عدد من رؤساء الدول لمناصبهم، سواء بانتهاء ولايتهم الدستورية، وبطرق قانونية، أو عبر العزل البرلماني والقضائي والبعض رحل بصورة جبرية عبر انقلابات عسكرية واضطرابات وفضوى في البلاد.
ونسلط في التقرير التالي الضوء على عدد من أبرز الرؤساء الذين غادروا سدة الحكم في بلدانهم، لأسباب متنوعة سواء بطريقة هادئة أو عبر اضطرابات وانقلابات أطاحت بهم.
-أندري راجويلينا
تولى أندري راجويلينا رئاسة مدغشقر بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، وكان يعد من أبرز الشخصيات السياسية في البلاد منذ ظهوره الأول على الساحة السياسية خلال أزمة 2009.
وخلال ولايته الأخيرة، واجهت مدغشقر أزمات سياسية واقتصادية متراكمة، شملت اتهامات بتضييق الحريات السياسية، وتوترا متزايدا بين السلطة التنفيذية والبرلمان.
وفي 14 تشرين أول/أكتوبر 2025، أعلن رسميا إبعاده عن منصبه بعد تصاعد الخلافات مع البرلمان واتهامه بمحاولة حل السلطة التشريعية بطرق غير دستورية، وتزامن ذلك مع تدخل الجيش الذي أعلن حياده ثم تليه إدارة المرحلة الانتقالية مؤقتا، في ظل احتجاجات شعبية واسعة في العاصمة أنتاناناريفو ومدن أخرى.
-دينا بولوارتي
دينا بولوارتي هي أول امرأة تتولى رئاسة بيرو، وقد وصلت إلى المنصب في عام 2022 بعد عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، ومنذ بداية ولايتها، واجهت موجة احتجاجات شعبية واسعة بسبب الأوضاع الاقتصادية، وملفات حقوق الإنسان، واستخدام القوة ضد المتظاهرين.
وفي عام 2025، تفاقمت الأزمة السياسية، وفتح البرلمان عدة تحقيقات بحقها، أبرزها اتهامات بـ “العجز الأخلاقي”، وهو مفهوم دستوري في بيرو يستخدم لعزل الرؤساء.
وفي 10 تشرين أول/أكتوبر 2025، صوت البرلمان لصالح إزحاتها عن المنصب بعد فقدانها الدعم السياسي اللازم للاستمرار.
-يون سوك يول
انتخب يون سوك يول رئيسا لكوريا الجنوبية وهو قادم من خلفية قضائية، ورفع شعار محاربة الفساد وتعزيز حكم القانون، إلا أن ولايته شهدت صدامات حادة مع البرلمان، إضافة إلى جدل واسع حول قرارات أمنية وسياسية اعتبرت مثيرة للانقسام.
في عام 2025، صعدت الجمعية الوطنية “البرلمان” إجراءات العزل بحقه، متهمة إياه بانتهاك الدستور وإساءة استخدام الصلاحيات الرئاسية.
أعلن يون سوك يول في 3 كانون أول/ديسمبر 2024 تطبيق الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية، وهي المرة الأولى التي أُعلن فيها منذ رئيس كوريا الجنوبية الخامس والدكتاتوري العسكري لتشون دو هوان في عام 1980. وبرر هذا الإجراء باتهام أعضاء الجمعية الوطنية بأنهم موالون لكوريا الشمالية، ومع ذلك، رفع يون هذا الإجراء بعد أن أقرت الجمعية الوطنية اقتراحا طارئا يلغي الإعلان بعد عدة ساعات من خطاب يون.
وفي 4 نيسان/أبريل 2025، أصدرت المحكمة الدستورية قرارا نهائيا بتأييد عزله، ما أنهى ولايته رسميا، وشكل عزله سابقة سياسية مهمة في كوريا الجنوبية، وأعاد النقاش حول حدود السلطة التنفيذية ودور القضاء في ضبط العمل الرئاسي.
-لويس آرس
لويس آرس اقتصادي بارز وعضو في حزب الحركة نحو الاشتراكية، وتولى رئاسة بوليفيا في عام 2020 بعد فترة اضطراب سياسي. خلال ولايته، ركز على إعادة الاستقرار الاقتصادي ومعالجة آثار الأزمات السابقة، لكنه واجه تحديات داخل حزبه نفسه.
وفي 14 أيار/أمايو 2025، أعلن رسميا عدم ترشحه لولاية رئاسية جديدة، مبررا قراره بالحفاظ على وحدة الحزب وتجنب الانقسامات. ومع نهاية ولايته الدستورية، غادر المنصب بشكل طبيعي.
لاحقا، وفي كانون أول/ديسمبر 2025، تم توقيفه للتحقيق في قضايا فساد تتعلق بفترة سابقة حين كان وزيرا للاقتصاد.
– ساندرا ماسون
ساندرا ماسون شخصية قانونية بارزة، أصبحت أول رئيسة لجمهورية باربادوس بعد تحول البلاد من نظام الملكية الدستورية إلى جمهورية في عام 2021.
شغلت ماسون منصبا فخريا إلى حد كبير، مع دور رمزي في تمثيل الدولة واستقرار النظام الدستوري.
في عام 2025، انتهت ولايتها الرئاسية وفق الدستور، وتم انتقال السلطة بسلاسة إلى رئيس جديد منتخب من قبل البرلمان، دون أي أزمات سياسية أو دستورية.
تعد فترة ماسون محطة تاريخية في مسار باربادوس السياسي، لكونها أشرفت على مرحلة تأسيس الجمهورية.
-جو بايدن
الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة من 20 كانون ثاي/ يناير 2021 حتى 20 كانون ثاني/يناير 2025، كما شغل سابقا منصب نائب رئيس الولايات المتحدة السابع والأربعين في الفترة من عام 2009 إلى 2017 إبان حكم الرئيس باراك أوباما، وهو عضو في الحزب الديمقراطي، وأصبح نائبا للرئيس الأمريكي في عام 2009.
بعد مناظرة حزيران/يونيو 2024 مع دونالد ترامب، ظهر بصورة صعبة وضعيفة للغاية، وبعد المخاوف المتعلقة بعمره وصحته، واجه بايدن دعوات متكررة من قبل قيادات الحزي الديمقراطي، لتعليق ترشيحه، وفي 21 تموز/يوليو انسحب من السباق وأعلن ترشيح نائبته كامالا هاريس لتكون الرئيسة المقبلة لأمريكا، لكنها سقطت أمام ترامب.
غادر جو بايدن منصبه في 20 كانون ثاني/يناير 2025 مع انتهاء ولايته الرئاسية الأولى، بعد خسارته الانتخابات الرئاسية لعام 2024. وجرى انتقال السلطة وفق الدستور الأمريكي، وتسلم دونالد ترامب الرئاسة في مراسم تنصيب رسمية.







