رئيسة جامعة كولومبيا خلقت سابقة لتبرير قمع حرية التعبير

السياسي – دعا خوان بي فيلاسميل، رئيس التحرير بين الكليات في “سبكتاتور وورلد”، والمساهم “في “يانع فويزيس” المحافظين الأمريكيين للدفاع عن حرية التعبير، بما في ذلك احتجاجات المؤيدين لفلسطين.

وفي مقال نشره موقع “ذي هيل”، ذكّر زملاءه المحافظين بمواقف وكتابات المُنظّر السياسي المبجل لديهم وهو أليكس دو توكفيل، الذي كان يعتقد مطلقاً بحرية التجمع من أجل تحقيق أهداف سياسية، وأنه ضروري لمنع ظهور ما أطلق عليه “ديكتاتورية الغالبية”.

وقال دو توكفيل، إنه عندما تكون التجمعات حرة فستظل الجمعيات السرية أمراً نادراً، ومن الأفضل أن يكون لديك فصائل سياسية بدلاً من مؤامرات.

وأطلق على هذه الحرية “أم العلوم”، أي العلم الذي يمكن لأيّ مواطن دراسته وتطبيقه. وكان هذا هو المعتقد الذي آمن به “الآباء المؤسسون” لأمريكا هو ما دفع المحكمة العليا، لمنح التعبير السياسي و”الديني” أكثر ضمانات الحماية.

فحق انتقاد الحكومة ليس أمراً له علاقة بالتعديل الأول للدستور، بل هو السبب في وجوده. والتعديل الأول في الدستور يدور على الحق بانتقاد السياسة الأمريكية الخارجية، وهو ما يقود للسؤال: أين ذهب المحافظون الذين يحبون الدستور عندما تم التخلي عن الانضباط باسم إسكات المحتجين المؤيدين لفلسطين؟

ففي يوم الجمعة، قامت جامعة كولومبيا بقمع المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في الحرم الجامعي، ما قاد إلى اعتقال 100 طالب. وكتبت رئيسة الجامعة نعمت شفيق، في بيان، يوم الخميس: “نظراً للقلق الشديد على سلام الحرم الجامعي لكولومبيا، فقد أذنت لشرطة نيويورك لتفكيك مخيم في الجزء الجنوبي من حرم موريننغ سايد، والذي أقامه الطلاب في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء”. وقالت إن “المخيم الحالي يخرق كل السياسات الجديدة، ويعطل الحياة في الحرم، ويخلق جواً من التحرّش والتخويف لطلابنا”.

وفي الوقت الذي يتعاطف فيه الكاتب مع فكرة جو التخويف للبعض، إلا أنه لا يمكنه الموافقة كلياً على وقف احتجاج. ذلك أن إرسال الشرطة لكي توقف احتجاجاً بالكامل قد يؤدي إلى المزيد من العنف، بدلاً من اعتقال الذين قاموا بالتهديد وارتكبوا أعمال عنف.

ويرى الكاتب أن تحرك رئيسة الجامعة خَلَقَ سابقة باسمِ السلامة لتبرير قمع حرية التعبير. وبعد كل هذا، فإن الإطار الذي بررت فيه الجامعة قمع حرية التعبير باسم حماية النظام وردع “الجو التخويفي” وليس العنف الحقيقي، يمكن استخدامه ضد أي احتجاج يتعلق بقضايا خلافية.

وقال إن بعض الهتافات في التظاهرات قد تكون مخيفة لليهود، مثل “قسّام خُذ جندياً آخر”، و”أحرق أحرق تل أبيب”، و”حماس نحن نحبك، وندعم صواريخك”. وحتى لو كانت هذه الهتافات راديكالية وقبيحة، لكنها تظل حرية تعبير. ويجب ملاحقة ومحاكمة العنف الحقيقي والتحرش الجسدي، لكن حرية التعبير تحمي كل ما ذكر من التعبيرات السابقة، وتحمي كل الدعوات المجردة للعنف، مثل استخدام الافتراءات والدعوة للشر.

وقال الكاتب: “من الطبيعي اختلاف المحافظين مع أصدقائنا الليبراليين بما تنطوي عليه حرية التعبير، حيث يسخر الكثير منا من أؤلئك الذين يعتقدون أن حرية التعبير تعني الوصول للمواد الإباحية، مثلاً. وفي هذه القضية يجب ألا يكون هناك خلاف كبير”.

وقال إن “تعبير الذين لا نتفق معهم، وحتى تعبير الذين نكرههم، هو نفس التعبير الذي يدعونا الآباء المؤسسون للاستماع إليه. وربما حرف أصدقاؤنا النظر عن الرعاع، إن لم يكونوا قد انضموا إليهم عندما استهدفوا حرية التعبير للمحافظين، لكن الدفاع عن التعديل الأول في الدستور ليس أمراً يتم عندما يروق لك، بل واجب علينا”.

شاهد أيضاً