أفاد موقع والاه العبري، اليوم الجمعة، نقلاً عن مصادر مطّلعة لم يسمها، بأن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع زار القاهرة، أمس الخميس، إلى جانب ممثلين عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، والتقى رئيس المخابرات المصري اللواء حسن رشاد. وهذا أول لقاء بين الاثنين منذ تولّي رشاد منصبه قبل نحو عشرة أيام.
وقالت مصادر الموقع العبري إن اللقاء تناول مساعي تجديد المفاوضات للتوصل إلى صفقة بين دولة الاحتلال الإسرائيلية وحركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وذلك على خلفية اقتراح مصر “صفقة صغيرة”، تشمل إطلاق سراح بعض المحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل نحو أسبوعين من وقف إطلاق النار في القطاع. وجاءت زيارة رئيس الموساد إلى القاهرة بالتزامن مع قيام وفد قيادي من حركة حماس ترأسه خليل الحية، رئيس وفد التفاوض بالحركة، بزيارة خاطفة إلى القاهرة أمس.
وتأتي زيارة رئيس الموساد إلى القاهرة قبل زيارة أخرى متوقّعة إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد المقبل، وهو ما أكده مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ليل الخميس الجمعة، رغم معارضة أقطاب في حكومته إبرام صفقة في هذه المرحلة. وجاء في البيان الذي نشرته مواقع عبرية، منها موقع واينت: “بتوجيه من رئيس الوزراء نتنياهو، سيتوجه رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى الدوحة، يوم الأحد، لعقد اجتماع مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري (محمد بن عبد الرحمن آل ثاني). وستناقش الأطراف خلال اللقاء الخيارات المختلفة لتحريك المفاوضات من أجل إطلاق سراح المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) من أسر حماس، على خلفية التطورات الأخيرة”.
وعرض رئيس الشاباك رونين بار، في جلسة للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، المقترح الذي عرضه عليه رئيس المخابرات المصري خلال لقاء بينهما في القاهرة قبل أيام، كخطوة أولى لاستئناف مفاوضات الصفقة، وينص على إطلاق سراح عدد من المحتجزين مقابل بضعة أيام من وقف إطلاق النار. وبحسب موقع والاه، أعرب وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، خلال جلسة الكابنيت، عن دعمهما للمقترح، فيما أعرب الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش عن معارضتهما. لكن كانت هذه مجرد مناقشة أولية، ولم يتم التصويت على هذه القضية ولا اتخاذ قرارات.
وعلّق مكتب نتنياهو على ما نشره موقع والاه بالقول: “رحب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باستعداد مصر للعمل على صفقة لإطلاق سراح المخطوفين. وفي أعقاب الاجتماعات التي جرت في القاهرة، وجه رئيس الوزراء رئيس الموساد للتوجّه إلى الدوحة والعمل على سلسلة من المبادرات المطروحة، بدعم من أعضاء الكابنيت”. يذكر أن نتنياهو سبق أن أبدى مواقف مشابهة طوال فترة الحرب الممتدة منذ أكثر من عام، كان بعدها يحبط جهود التوصل إلى صفقة كلما اقتربت من التوصل إليها.
وقال سموتريتش عبر حسابه على منصة إكس مهاجماً توجّه رئيس الموساد إلى الدوحة: “استمرار إشراك قطر في مفاوضات إعادة المختطفين خطأ فادح. يؤسفني بشدة قرار رئيس الوزراء الموافقة على سفر رئيس الموساد لمفاوضات مع قطر. قطر دولة عدو تدعم حماس، وتدعم مواقفها في المفاوضات، وهدفها منعنا من تدميرها. قطر تملك قناة الجزيرة وتضر بشكل خطير بصورة إسرائيل في العالم، وجهود حرب وجودنا. لا يمكن أن يخرج أي شيء جيد لنا من مشاركتها وعلينا رفض ذلك كلياً. سنعيد مخطوفينا فقط باستسلام حماس من خلال استمرار الضغط العسكري، كما يفعل مقاتلونا الأبطال حالياً في شمال قطاع غزة”.
من جانبه، أوضح بن غفير، الذي عارض أيضاً الصفقة السابقة والوحيدة التي تم بموجبها إطلاق سراح 80 امرأة وطفلاً إسرائيلياً مقابل نساء فلسطينيات وأطفال، بعد نحو شهرين من الحرب: “إن (قرار) إرسال أعضاء الوفد المفاوض لم يُتّخذ بإجماع جميع أعضاء الكابينت، لذلك أنا أعارض إرساله، من منطلق أنه في المرحلة الحالية، التي توجد فيها إسرائيل أمام حماس، خاصة بعد القضاء على (يحيى) السنوار (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس)، ممنوع السماح لحماس بالتقاط أنفاسها، ولكن الاستمرار في العمل على هزيمتها. هذا هو الطريق الآمن والصحيح الذي سيؤدي إلى النصر وعودة المختطفين إلى ديارهم، وليس عن طريق صفقات تسمح لحماس بإعادة تنظيم قواتها في قطاع غزة، وإعادة بناء قدراتها العسكرية حتى تتمكن من المساس بجنودنا”.