السياسي – أُعلن في تشيلي عن فوز مرشح الحزب الجمهوري، خوسيه أنطونيو كاست بالانتخابات الرئاسية، ليصبح الرئيس الثامن والثلاثين للبلاد، خلفا لليساري، غابرييل بوريك.
يُعد كاست أحد أبرز الشخصيات السياسية في اليمين المتطرف التشيلي، وهو محامٍ ومؤسس الحزب الجمهوري، ويُعرف بخلفيته السياسية المؤيدة للديكتاتور العسكري السابق أوغستو بينوشيه.
ووفق النتائج النهائية الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية في التشيلي، حصل كاست على 58.17 % من الأصوات، مقابل 41.83 % لجيبنت جارا، مرشحة التحالف اليساري المنافس “الحزب الشيوعي”.
-مواقف مؤيدة لـ”إسرائيل”
يسير كاست في مسار معاكس لسياسات سلفه الرئيس الذي انتهت ولايته، غابرييل بوريك، فيما يتعلق بالعلاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، فبينما اتخذ الأخير مواقف واضحة إزاء ما تقوم به “إسرائيل” في غزة والأراضي الفلسطينية عموما، منها سحب السفير، والملحقين العسكريين في دولة الاحتلال، يرفض الرئيس الجديد هذا التوجه ويبدي مواقف متعاطفة مع دولة الاحتلال رغم ما تقوم به من إبادة جماعية في غزة.
ومن أبرز تصريحاته المثيرة للجدل تغريدة نشرها على منصة إكس في آذار/ مارس 2024 اتهم فيها بوريك بـ”معاداة السامية” بعد قراره إقصاء “إسرائيل” من معرض جوي الدولي. كما ووصف قرار بوريك بسحب السفير الإسرائيلي للتشاور بـ”عار جديد على تشيلي”، مهاجما في الوقت نفسه حركة حماس.
Grupo terrorista Hamas celebra la decisión del Presidente Boric de llamar a “consultas” a Embajador de Chile en Israel
Una nueva verguenza para el pais. Tenemos un Presidente que indulta delincuentes y terroristas, y ahora adorado por organizaciones terroristas internacionales
— José Antonio Kast Rist 🖐️🇨🇱 (@joseantoniokast) November 1, 2023
-مولود لأب نازي
خوسيه أنطونيو كاست البالغ 59 عاما، وُلد في سانتياغو لعائلة مهاجرة ألمانية، وتشير السجلات التاريخية أن والده مايكل كاست شينديلي خدم برتبة ملازم في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية وكان عضواً في الحزب النازي. ويبدو أن هذا انعكس بطريقة أو بأخرى على شخصية ريست المتشددة والمتطرفة.
شغل كاست منصب عضو في مجلس النواب من عام 2002 إلى عام 2018، وكان كاست عضواً في الاتحاد الديمقراطي المستقل حتى عام 2016، ثم أصبح سياسياً مستقلاً حتى عام 2019 حين أسس الحزب الجمهوري التشيلي المحافظ ومركز الأبحاث ” الأفكار الجمهورية” والذي يعد من أقصى اليمين.
ترشح كاست للرئاسة كمستقل في الانتخابات العامة التشيلية عام 2017، وحظي بدعم جماعات يمينية ومحافظة وليبرالية وقومية وعسكريين متقاعدين، لكنه خسر المنافسة، ثم ترشح لرئاسة تشيلي مرة أخرى عام 2021، ففاز في الجولة الأولى وخسر في جولة الإعادة أمام المرشح اليساري غابرييل بوريك، لكنه تمكن من الفوز في انتخابات 2025 بعد جولة الإعادة الأخيرة متجاوزا المرشحة اليسارية جيبنت جارا.
-شخصية مثيرة للجدل
خلال حملتيه الرئاسيتين عامي 2017 و2021، تبنى كاست أسلوباً مباشراً جعله شخصية مثيرة للجدل سياسياً. فقد أبدى تقييماً إيجابياً لنظام الدكتاتور أوغستو بينوشيه مع الحفاظ على مواقف محافظة بشأن قضايا مثل الإجهاض، والقتل الرحيم، ومنع الحمل، وزواج المثليين، والهجرة.
ومحاولا كسب تعاطف شريحة أكبر من التشيليين، غير كاست أفكاره أو تظاهر بذلك، ففي عام 2025 وأثناء ترشحه لانتخابات الرئاسة، خفف من حدة بعض مواقفه السابقة، متخذاً موقفاً أكثر واقعية داخل البلاد، وسلط الضوء على الرئيس الإصلاحي السابق باتريسيو أيلوين، وبذلك حظي بدعم من الأوساط الاشتراكية الديمقراطية.
-معاد للمهاجرين رغم أنه ابن مهاجر ألماني
فيما يتعلق بالعلاقات الدولية والهجرة، اقترح كاست إغلاق الحدود مع بوليفيا، بحجة أن هذا الإجراء سيتيح مكافحة تهريب المخدرات بشكل أكثر فعالية. وفي عام 2018، دعا الحكومة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا رداً على منح اللجوء للمقاتل السابق ريكاردو بالما سالامانكا.
فيما يتعلق بالهجرة، يقول كاست إن الإدارة الفعالة للحدود “ضرورية للحفاظ على النظام الاجتماعي، وهي تعارض الهجرة غير الشرعية “، وقد قورن دعم كاست لحفر خندق على طول الحدود بين تشيلي وبوليفيا للحد من الهجرة غير الشرعية بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبناء جدار على طول الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة.
-معجب بأفكار ترامب
خلال حملته الانتخابية، استخدم كاست شعار “لنجعل تشيلي دولة عظيمة”، والذي قورن بشعار دونالد ترامب ” لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً”، حيث ارتدى بعض أنصاره ملابس تحمل شعار “لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً” في فعالياته.
بدأ كاست في بناء علاقات أكثر قربا من أمريكا خلال حملته الانتخابية خلال حملته قبل الأخيرة للانتخابات عام 2021، حيث التقى في واشنطن بوزير الخارجية، الذي كان سيناتورا جمهوريا ماركو روبيو، وسفير تشيلي لدى منظمة الدول الأمريكية، وما لا يقل عن عشرين من كبار رجال الأعمال الأمريكيين المستثمرين في تشيلي.
وعلى الصعيد الدولي، أعرب كاست عن دعمه للقادة الذين “يعطون الأولوية للسيادة الديمقراطية، أو سياسات الأمن الصارمة، أو الإصلاحات الموجهة نحو السوق الرؤساء، السلفادوي، نجيب بوكيلي ، والأمريكي دونالد ترامب ، والبرازيلي السباق، جايير بولسونارو ، ورئيسة حكومة إيطاليا، جورجيا ميلوني.








