رامي كوسا وحلم تجسيد لحظة سقوط الأسد في عمل درامي

يكشف عن مسلسل الـ90 حلقة..

السياسي –

بين سؤال عن حاضر معلّق ومستقبل لا يجرؤ أحد على التنبؤ بملامحه، تحدث السيناريست والكاتب السوري رامي كوسا عن واقع الدراما السورية عقب الأحداث الأخيرة المتمثلة في سقوط نظام الأسد، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية انتقالية ومجهولة الهوية، والدراما بهذه الفترة تعكس هذا التيه وسط غياب سردية واضحة لما يجري.

وفي حديث خاص لـ24 على هامش كونغرس العربية والصناعات الإبداعية تطرق رامي كوسا إلى واقع الدراما السورية في الوقت الراهن، قائلاً:”نحن في مرحلة كل ما فيها متأرجح، بلا يقين ولا ملامح، لا توجد سردية جامعة لما مضى، ولا لما يحدث، ولا لما يمكن أن يأتي، وأي محاولة لتأطير هذه اللحظة تبدو ناقصة، لأننا ببساطة لا نملك صورة كاملة”.

مجتمع رهين الانتظار

ويردف كوسا بالقول :”الدراما السورية اليوم لم تعد قادرة على الإمساك بوجدان الناس بدقة، لأنها نفسها أسيرة فوضى اللحظة، ويعتبر أن الدراما اليوم انعكاس لمجتمع ضائع، محكوم بالانتظار، عاجز عن معرفة خطوته المقبلة”.

وكشف كوسا لـ24 عن مشروع جديد سيعمل عليه هذا العام وهو عمل طويل مكون من 90 حلقة بالتعاون مع مجموعة “MBC” موضحاً أنه اختار الابتعاد قليلاً عن ملامسة الواقع المباشر لأنه غير قادر على الالتحام معه.
وقال “ذهبت نحو هذا الخيار لأنني لم أجد نفسي قادراً في هذه المرحلة على التفاعل مع الشارع أو التعبير عنه والالتحام معه”، ليؤكد بذلك أن خيارات الكاتب لا تنفصل عن طبيعة اللحظة التي يعيشها.

لحظة سقوط نظام الأسد

وعند سؤاله عن مرحلة هامة يود استعراضها في عمل درامي، اختار كوسا اللحظة التي أُعلن فيها سقوط نظام الأسد في سوريا، مشيراً إلى أنه لو أتيحت له الفرصة لمشروع درامي عن سوريا في الفترة الأخيرة، سيستعرض لحظة سقوط حكم الأسد وعكس رد فعل الشارع السوري حينها.

وراح كوسا يسرد قائلاً :”هناك من احتفلوا كمن تحرروا من قيد ثقيل، وهناك من خافوا لأن البديل بدا أشد قسوة، وهناك من توجسوا تائهين بين الفرح بانتهاء حقبة استبدادية حكمت البلد بالنار والحديد، والانقباض خوفاً من رايات خلفيتها تنظيم القاعدة، رغم إعلانها الانسلاخ عنه”، ويعلق أن هذا التناقض بين الأمل والفزع والخوف من المجهول وقوداً سياسياً قد يسوق لعمل درامي مهم.

وعن العلاقة الجدلية بين الكاتب والمنتج، يوضح كوسا أن التوازن ضرورة لا مفر منها، إذ أنه لا يمكن للكاتب أن يكتب مشهداً يحتاج إلى مليون دولار بينما الميزانية لا تسمح، هنا يفرض التعاون بين الكاتب والمنتج والمخرج نفسه، لأن برأي كوسا “نجاح أي عمل هو حصيلة هذا التفاهم”.

“النار بالناب”.. عمل يريد إعادة تقديمه

وعن أعماله السابقة التي لو أتيحت الفرصة له لإعادة تقديمها، يعلّق كوسا بحسرة على مسلسل “النار بالنار”: ويقول :”النص عُدّل بشكل واسع من دون علمي أو موافقتي، فخرج مختلفاً عما أردت لو عاد بي الزمن، لكتبته من جديد كما تخيلته، وقدّمته بالصورة التي كنت أراها في مخيلتي”، ويضيف: “النص حين يُشوَّه، يفقد روحه، ربما لهذا أشعر أن “النار بالنار” كان فرصة درامية لم تكتب كما يجب”.

بسام كوسا.. يشبه والدي

بالنسبة لي، الشخصية الأقرب والأكثر حضوراً في وجداني هي يوسف في مسلسل “البطل”، والتي جسّدها الفنان بسام كوسا بحساسية عالية، يوسف ليس مجرد دور مكتوب على الورق، بل شخصية “مكتوبة من الداخل”، تحمل الكثير من ملامح والدي، ولهذا شعرت دوماً أنه الأقرب إليّ شخصياً.


ولعل السبب في صدقها وقوة تأثيرها أنها تشبه ما أعيشه وأعرفه، كما هو حال معظم الشخصيات التي أكتبها؛ إذ لا تأتي من فراغ، بل تحمل دوماً شيئاً من الواقع، من الناس الذين عبروا حياتي، ومن التجارب التي تترك بصمتها فينا جميعاً.