أصدرت مجلة “ذا لانسيت” تقريرها العالمي الثاني حول صحة المراهقين ورفاههم، حيث يُعرّف المراهقون بأنهم الفئة العمرية من 10 إلى 24 عاماً.
ولفت التقرير إلى أن عدد المراهقين اليوم حوالي ملياري مراهق، وهم أكبر فئة من المراهقين في تاريخ البشرية.
ولن يتم تجاوز هذا العدد مع تقدم السكان في السن، وانخفاض معدلات الخصوبة، حتى في أفقر البلدان.
ويستند التقرير الجديد إلى التقرير الأول الصادر عام 2016. ويشير إلى تحسن ملحوظ في بعض جوانب صحة المراهقين ورفاههم منذ التقرير السابق.
وتشمل هذه التحسينات انخفاضاً في:
• الأمراض المعدية، والأمراض المتعلقة بالأمومة، والأمراض التغذوية، وخاصة بين المراهقات.
• عبء الأمراض الناجمة عن الإصابات.
• تعاطي المخدرات، وخاصة التبغ والكحول.
• حمل المراهقات. كما وجد التقرير ارتفاعاً في سن الزواج الأول وفي التعليم، وخاصةً لدى الشابات.
نقطة تحوّل
وعلى الرغم من هذا التقدم، يقال إن صحة المراهقين ورفاههم قد وصلا إلى نقطة تحول.
وبحسب “مديكال إكسبريس”، يقوّض التقدم المستمر بسبب التصاعد السريع في معدلات الأمراض غير المعدية، والاضطرابات النفسية، مصحوباً بتهديدات من اتجاهات كبرى متداخلة ومركبة.
وتشمل هذه الاتجاهات تغير المناخ، والتدهور البيئي، والقوة المتزايدة للتأثيرات التجارية على الصحة، وتصاعد الصراعات والنزوح، والتحضر السريع، وتداعيات جائحة كوفيد-19.
التحديات والاستثمارات
ويحذر تقرير “ذا لانسيت” من أن هذه الاتجاهات الكبرى تتجاوز استجابات الحكومات الوطنية والمجتمع الدولي.
وبحسب التقرير، لا تزال الاستثمارات في صحة المراهقين ورفاههم متأخرة مقارنة بحصتهم من السكان أو حصتهم من العبء العالمي للأمراض.
فلم تمثل الاستثمارات في المراهقين سوى 2.4% من إجمالي مساعدات التنمية الصحية في الفترة 2016-2021.
وجاء ذلك على الرغم من أن المراهقين شكلوا 25.2% من سكان العالم في تلك الفترة، و9.1% من إجمالي عبء الأمراض.
المراهقون في أفريقيا
يُقر التقرير بالمكانة الخاصة لأفريقيا في مستقبل المراهقين العالمي. ويشير إلى أنه بحلول نهاية هذا القرن، سيعيش ما يقرب من نصف المراهقين في أفريقيا.
ويعاني المراهقون في أفريقيا حالياً من أعباء أعلى من الأمراض المعدية، والأمراض المتعلقة بالأمومة والتغذية، بأكثر من ضعف المتوسط العالمي للمراهقين والمراهقين على حد سواء.
تحديات خاصة
كما أن لديهم انتشاراً أعلى لفقر الدم، والإنجاب في سن المراهقة، والزواج المبكر، والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. وتقل احتمالية إكمالهن 12 عاماً من الدراسة، ويزيد احتمال عدم حصولهن على التعليم أو العمل أو التدريب.
وتتمتع المراهقات في أفريقيا جنوب الصحراء بأعلى معدل خصوبة بين المراهقات، حيث يبلغ 99.4 ولادة لكل 1000 مراهقة تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً (المتوسط العالمي هو 41.8).
ومنذ عام 1990، ازداد انتشار السمنة وزيادة الوزن بنسبة 89% بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وهذه أكبر زيادة إقليمية.
توصيات
إلى جانب زيادة البيانات عن المراهقين، يحث التقرير على تعزيز آليات التنسيق والمساءلة المتعلقة بصحة المراهقين ورفاههم.
وهناك حاجة إلى قوانين وسياسات لحماية صحة المراهقين وحقوقهم، والحد من تأثير العوامل التجارية المحددة للصحة، وتعزيز الاستخدام الصحي للمساحات والمنصات الرقمية والاجتماعية.
كما يدعو التقرير إلى استثمارات ذات أولوية، وتهيئة بيئات تمكينية لتطوير صحة المراهقين ورفاههم، وتطوير مناهج مبتكرة لمواجهة التهديدات الصحية المعقدة والناشئة.
ويدعو إلى إشراك المراهقين بشكل هادف في السياسات والبحوث، التدخلات وآليات المساءلة التي تؤثر عليهم.