رجل أعمال أمريكي يقاضي باراك بسبب الإساءة لصحفيي لبنان

السياسي – رفع رجل أعمال  أمريكي دعوى قضائية أمام محكمة ميشيغان ضد مبعوث واشنطن إلى لبنان، توماس باراك، يتهمه بـ”انتهاك حرية الصحافة والشرف الوطني اللبناني”.

وتزامنت الدعوى، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”، مع “عاصفة دبلوماسية” طوَّقت باراك بعد تطاوله على الصحافيين خلال مؤتمر عقده قبل أيام في العاصمة بيروت.

وفي المؤتمر، بدا  باراك محبطًا من ضجيج الصحافيين في القاعة، فاعتلى المنصَّة ودعاهم إلى “الهدوء”، محذرًا: “في اللحظة التي تسود فيها الفوضى، سأرحل”.

ولاحقًا، قال للصحافيين إن “مشكلة المنطقة هي نفاد الصبر والسلوك غير المتحضر، الذي يضاهي سلوك الحيوانات”، على حد تعبيره.

وأثارت التصريحات غضبًا واسعًا في لبنان، وأعربت الرئاسة في بيروت عن “أسفها”، فيما هددت نقابة الصحافيين بالمقاطعة. كما تناولت وسائل إعلام مرتبطة بـ”حزب الله” شخصية باراك بعبارات نابية، ووصفتها بـ”الأمريكي المتغطرس”.

صاحب الدعوى القضائية هو رجل أعمال أمريكي من أصول لبنانية يدعى بنيامين بالوت. وقال في وثائق دعواه إن “تصريحات باراك تعد ذخيرة لحزب الله، إذ يصوّر التنظيم الإرهابي الولايات المتحدة على أنها مبعوث إسرائيل”.

وقال بالوت إن “شرف لبنان وشعبه غير قابل للتفاوض”، مضيفًا أن “ما فعله باراك انتهاك خطير لحرية الصحافة والشرف الوطني”.

وأوضح رجل الأعمال الأمريكي أنه لا يقصد بدعواه مجرد التشهير، مشيرًا إلى أن لغة باراك تنطوي على “خطاب استعماري” يقوض مصداقية واشنطن كوسيط مع إسرائيل في قضية حزب الله.

وكتب بالوت في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” : “عندما يصف سفير  أمريكي الصحافيين اللبنانيين بالحيوانات ويطلب منهم الصمت، فهو لا يهين أفرادًا بعينهم فحسب، بل يهين أمة بأكملها”.

وأضاف أنه ينبغي على الدبلوماسيين “بناء الجسور، لا إحراقها”، مشيرًا إلى أن استخدام هذا الخطاب “يذكرنا بظلال الغطرسة الاستعمارية الطويلة”.

في ختام منشوره، كتب بالوت: “هذه الدعوة القضائية ليست طلبًا لتعويض مالي، بل طلب اعتذار علني، واعتراف بأهمية صوت الشعب اللبناني، وبيان واضح بأنه لا مكان للخطاب الاستعماري في القرن الحادي والعشرين؛ فالسلام الحقيقي لا يبنى بين السياسيين وحدهم، بل يبدأ باحترام الشعوب لنفسها”.

وتستند الدعوى المرفوعة في الولايات المتحدة إلى اتفاقية فيينا، التي تلزم الدبلوماسيين باحترام الدولة المضيفة؛ وقانون الخدمة الخارجية الأمريكي، الذي يشترط “معايير عالية من النزاهة والسلوك”؛ والمبادئ الدستورية لحرية الصحافة والمساواة.

وبالإضافة إلى الإجراءات الفيدرالية، استأنف بالوت أيضًا أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، ومكتب المفتش العام بوزارة الخارجية الأمريكية، ولجان الرقابة في الكونغرس.

وخلال زيارته لجنوب لبنان، اضطر توماس باراك إلى قطع زيارته بعد اقتراب مظاهرات مناصري “حزب الله” من طريقه، وكتب المتظاهرون بالإنجليزية على لافتات محاذية للطريق “باراك حيوان”، كما “داسوا على نجمة داوود المرسومة”، بينما تأهبت تجمعات أخرى لرشقه بالطماطم.

ويلعب باراك دورًا محوريًا في السعي للتوصل إلى اتفاق تاريخي لنزع سلاح “حزب الله” مقابل انسحابات إسرائيلية محدودة من جنوب لبنان، حسب تعبير صحيفة “يديعوت أحرونوت”.