السياسي – وجه الكاتب والمحلل السياسي السعودي علي الخشيبان، رسالة إلى المدعو وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، على خلفية تصريحات الأخير المهينة بحق المملكة.
وفي مقال بعنوان “رسالة إلى سموتريتش: السعودية دولة تملك التاريخ والجغرافيا” نشرته “جريدة الرياض”، رد علي الخشيبان على سموتريتش، بعد تصريحه الذي أثار غضبا واسعا وجاء فيه: “إذا قالت لنا السعودية: تطبيع مقابل دولة فلسطينية، أيها الأصدقاء، لا شكرا. استمروا في ركوب الجمال في الصحراء السعودية”.
وزير مالية الاحتلال، “سموتريتش” يهاجم السعودية مجددًا:
“لقد قال السعوديون عنا كلامًا أكثر إهانة بكثير مما قلتُه عن الجمال. لقد كانوا متواطئين في تصريحات معادية للسامية، ولم يطالبهم أحد بالاعتذار , السعوديون ينكرون تراثنا، تقاليدنا، تاريخنا ، دمائنا.. لكل من شعر بالإهانة من… pic.twitter.com/ca9brHYKpn
— Tamer | تامر (@tamerqdh) October 27, 2025
واعتذر سموتريتش بعد وقت قليل جدا من هذا التصريح،
إلا أن ذلك لم يمنع الكاتب والمحلل علي الخشيبان من الرد، حيث قال في مقاله: “يبدو أن القيادات المتطرفة في الكيان الإسرائيلي بدأت فعليا تفقد قدرتها على التوازن عند الحديث عن المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من أهم دول العالم وليس الشرق الأوسط”.
وأشار الخشيبان إلى أن “إسرائيل التي احتلت أرضا لا تملكها قبل ثمانية عقود، يحاول مسؤولوها المتطرفون اليوم التحدث عن أنفسهم وكأنهم أصحاب أرض وأصحاب تاريخ ويقودون المنطقة نحو التغير والتحول، بينما البعير نفسه في المنطقة سبق وجودهم بملايين السنين”، موضحا أن “معادلة الانتقاص من التاريخ هي معادلة لا يستخدمها سوى من لا يملك أي مقومات تاريخية تؤهله ان يكون جزءا من هذه المنطقة، وأن الاغتراب الإسرائيلي على لسان متطرفي الشعب الإسرائيلي سيبقى موجودا في اللغة التي يستخدمها هؤلاء المتطرفون لأنهم يدركون حقيقتهم على الأرض”.
ووفقا للكاتب والمحلل السياسي السعودي، “إسرائيل المحتلة تعرف هي كيف وجدت في المنطقة وسموتريتش نفسه يدرك في داخله كيف تم فرض إسرائيل على الجغرافيا وعلى التاريخ فرضا، والكثير من اليهود يدركون حقيقة هذا الكيان الذي تتعامل معه المنطقة بواقعية تامة، فالجميع في العالم وليس الشرق الأوسط يدركون ان إسرائيل فرضت فرضا من القوى الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، وكان ولا يزال يراد لها ان تجرد الأرض من سكانها من اجل فكرة يهودية غير قابلة للحياة تقوم على احتلال أرض في منطقة لا تشبه اليهود ولا تشبه إسرائيل بأي شكل من الأشكال فحتى السحنة وصور الوجوه تعكس غربة هذا الكيان فوق أرض ليست من حقه”.
وأكد علي الخشيبان أن “هذه حقيقة إسرائيل التي يعرفها المتطرف سموتريتش؛ واذا كان العالم العربي تعامل مع إسرائيل بواقع سياسي فرض فرضا، فهذا لا يعني ان يقبل بلد مثل المملكة فكرة إزالة الشعب الفلسطيني من على كوكب الأرض من أجل مهاجرين قدموا من الغرب، لكي يقولوا للعالم انهم يمكلون الأرض”.
وشدد الخشيبان على أن “الرسالة التي يجب ان يدركها الارهابي سموتريتش تقوم على فكرة واحدة وجملة مختصرة: “لا تطبيع بدون دولة فلسطينية”، هكذا هي الرسالة الرسمية التي تداولها العالم والقادمة من القيادات السياسية السعودية عبر تاريخ القضية وظهور فكرة حل الدولتين”.
وأكمل الخشيبان: “نحن مستمرون في ركوب الجمال منذ آلاف السنيين وحققنا المعجزات والتطور من على ظهور هذه الجمال، والعالم كله يعرف من هي المملكة العربية السعودية وأنت أكثر من يعرف ذلك”، لافتا إلى أن “السعودية هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي اذا قالت شيئا فهي لا تتراجع عنه، وإسرائيل تدرك أن القضية الفلسطينية في السياسة السعودية هي مثل الرأس للجسد، وهذا لن يتغير لمجرد انك تفترض أننا نعيش خارج التاريخ باقتراحك ان نستمر في ركوب الجمال”.
وتوجه لسموتريتش بالقول: “بالمناسبة فإن قيمة بعض الجمال لدينا تساوي أكثر من قيمة المنزل الذي تسكنه بعشرات المرات، فهل تعلم لماذا هذا؟ السبب أن الجمال تعيش في أرضها والأرض تعرف قيمة أصحابها، أما أنت فمحتل لأرض ليست لك فلا تعرف قيمتها أما نحن فنعرف قيمة الأرض التي نعيش عليها وارتباطنا التاريخي بها وما عليها بما في ذلك الجمال”.
وأضاف الاكاديمي السعودي: “برغم اعتذارك بعد ساعات قليلة من تصريحك الذي حاولت فيه ان تنال من المملكة، لكن تأكد أننا لا نخجل من ركوب البعير، ورسالتنا إليك أننا نركب البعير ونبني وطنا بحجم قارة، حققنا فيه المعجزات والتطور دون ان نقتل إنسانا بريئا او نهدم منزلا او نرمي عشرات الأطنان من القنابل فوق رؤوس الأبرياء، هذا الوطن ولد قبل ثلاثة قرون مضت ومن بناه لم يأتِ اليه عبر سفن تعبر البحار ولا عبر طائرات في الفضاء، المملكة بنيت بأيدي أهلها وسكانها منذ مئات السنين، فهل عرفت الفرق بين السعودية وإسرائيل، سيد سموتريتش”.
وأكد الخشيبان أن “لغة الاستعلاء عبر التاريخ لا تبني سلاما ولا تحقق استقرارا، واذا كان متطرفو إسرائيل يفتقدون لهذه الخاصية، فإن مسارها السياسي معروف إلى أين ينتهي، السلام يبدأ من احترام الحقوق والخيارات، ولن يغير الحديث عن السعودية اي معايير لأنها لا تنظر الى الوراء، فالسعودية ماضية في طريقها بثقة، ورسالتنا الخاصة الى سموتريتش أن من يجهل قيمة المملكة سيكتشف عاجلاً أن منطق الغطرسة لا يصمد أمام منطق دولةٍ الكل يعرف قيمتها وتأثيرها”.
وختم مقاله بالقول: “الرسالة السياسية الواضحة والمقلقة لكل متطرف في إسرائيل والقادمة من المملكة تقول: لا سلام ولا تطبيع قبل أن تقوم دولة فلسطينية مستقلة، وهذه الرسالة هي المسار السياسي الذي ارتضاه العالم بأكمله عندما اجتمعت دول العالم في الأمم المتحدة وقررت قيام دولة فلسطينية”.
المصدر: “جريدة الرياض”








