رصيدهم الوطني يشفع لهم

إبراهيم ابراش

مشاهد جموع شعب الجبارين في قطاع غزة ليست فقط مؤلمة بل تثير في النفس كل ما تختزنه من مشاعر الغضب والحقد على من أوصلهم لهذا الحد،مشاعر تتلاشى فيها الفوارق بين أحزاب وطنية وغير وطنية وبين الشعوب العربية والإسلامية وأنظمة حكمها بل حتى بين المقدس وغير المقدس. أهالي قطاع غزة والذين صمدوا في وجه الغزو العبري قبل ثلاثة آلاف سنة وحملوا القضية الوطنية على عاتقهم منذ النكبة وكان يٌضرب فيهم المثل بالشجاعة والنخوة والكرم… يموتون ويجوعون ويمرضون ويعطشون ويَسرقون ويَقتلون ويتسولون وينصبون ويحتالون ويتزاحمون على التكيات للحصول على حفنة رز أو صحن عدس، وبعضهم يهتف ضد حماس وبعضهم يحيي ترامب والمارينز الأمريكي الذي يوزع الغذاء.
شعب الجبارين في غزة لم يتخلى يوما عن قيمه ومبادئه وإيمانه بالمقاومة الوطنية لتحرير فلسطين ولم يتخلى عن منظومة قيمه الاخلاقية، ولكن نتيجة ما وصل اليه حالهم من جوع وفقدان الأمل بالحياة وبالمستقبل، والجوع كافر، جعلهم ضد المقاومة كما تمارسها حماس والجهاد وضد الأحزاب سواء التي تسمي نفسها وطنية أو إسلامية، والوطن والإسلام بريء من هذه الأحزاب، شعب الجبارين والصمود والثورة ينتظر التهجير القسري أو الطوعي .
ومع ذلك هناك من يتحدث عن الصمود والبطولة والانتصارات ويفاوض بأريحية في قطر حول اتفاق يضمن بقاءهم في السلطة والحكم في قطاع غزة!!
لا تلوموا أهل غزة فرصيدهم الوطني وصمودهم وحيدين في الميدان يشفع لهم كل ما يمارسونه في زمن المجاعة والحرب، بل لوموا من أوصلهم لهذا الوضع وليست إسرائيل وحدها المسؤولة.