رقابة إسرائيل على فيسبوك!

أحمد عبدالتواب

هذا دليل إضافى يؤكد أن لإسرائيل نفوذاً قوياً على فيسبوك يُمَكِّنها من منع مواد تمسّها بمجرد نشرها! فقد نُشِرَت، بتقرير على موقع (دروب سايت نيوز) أمس الأول (السبت)، بياناتٌ مُسَرَّبة من داخل فيسبوك، بأن شركة (ميتا)، المالكة لفيسبوك وانستجرام، استجابت لـ94 بالمئة من طلبات الحذف التى أصدرتها إسرائيل منذ ضربة حركة حماس فى 7 أكتوبر 2023، وصارت إسرائيل بهذا أكبر مصدر عالمى لهذه الطلبات! ومن ناحيتها، وَسَّعَت (ميتا) نطاق الحذف التلقائى للمنشورات، فيما صار يُوصَف بأنه أكبر عملية رقابة جماعية فى التاريخ الحديث! وأضاف التقرير أن إسرائيل تسعى إلى إسكات الانتقادات الموجهة لها، وتستهدف بذلك على الأغلب مستخدمين من دول عربية، وقد أزالت (ميتا) أكثر من 90 ألف منشور امتثالاً لطلبات إسرائيل، كما وسعت الشركة بشكل كبير، منذ أواخر عام 2023، عمليات الحذف التلقائى، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات، ضد ما يُقَدَّر بـ38,8 مليون منشور على فيسبوك وانستجرام، إما بإزالة المنشور، أو حظره، أو تقليل ظهوره.

ووفقاً للمعلومات المُسَرَّبة، فإن إسرائيل تَستهدف بشكل أساسى مستخدمين من دول ذات أغلبية عربية أو إسلامية، تتصدرها مصر بنسبة 21.1 بالمئة من الطلبات الإسرائيلية. وقد أبلغ مستخدمون فى أكثر من 60 دولة عن تعرضهم للرقابة عند نشرهم محتوى يتعلق بفلسطين. وقد لوحظ أيضاً أن إسرائيل لم تسعَ إلا لحذف 1.3 بالمئة فقط من المستخدمين داخل إسرائيل! مما يجعلها استثناءً مُقارَنة بحكومات أخرى تُرَكِّز رقابتَها على مواطنيها. لاحِظ أن مصريين كثيرين من مستخدمى فيسبوك لم يكونوا فى حاجة لهذه المعلومات ليتيقنوا من وجود الرقابة الصارمة على المواد التى تتعلق بإسرائيل، وقد ابتكروا لذلك وسائل للتحايل على آلية الرقابة لتمرير موادهم! وأما الغريب حقاً، فهو أن كبار مسئولى شركة (ميتا) أعربوا عن معاناتهم فى ظل إدارة بايدن، ولكن بعد انتهائها، لأنها كانت تفرض عليهم رقابة تتنافى مع حرية التعبير! ولكنهم لم يشيروا إلى تفشى سيطرة إسرائيل عليهم! بل إن الشركة فصلت فى فبراير الماضى نحو 20 موظفاً لديها، وقالت إنهم يسربون معلومات عن سياسة التحرير المتبعة، دون إفصاح عن طبيعة التسريبات!!

*نقلا عن الأهرام