رواية إسرائيل باغتيال عمال الاغاثة تثير تساؤلات قانونية أوسع

السياسي – يقول الخبراء إن رواية إسرائيل عن هجومها على قافلة المطبخ المركزي العالمي، تثير أسئلة قانونية كبيرة حتى لو أن الغارة حدثت نتيجة لسلسلة من الأخطاء.

لم يراجع بعض الضباط وثائق الجيش الخاصة بالقافلة

وكتبت آماندا توب في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن الجيش الإسرائيلي أعلن الجمعة، أن تحقيقاته الأولية كشفت عن سلسلة من الأخطاء التي أدت إلى مقتل 7 من عمال الإغاثة، وتحمل مسؤولية الفشل، قائلاً إنه “لا توجد أعذار”، وتحدث عن “تحديد خاطئ وأخطاء في اتخاذ القرار وهجوم مخالف للإجراءات العملانية المعمول بها”.

لكن الوصف الذي أعطي للأحداث، أثار تساؤلات أوسع حول قدرة الجيش على تحديد المدنيين وإجراءاته لحمايتهم، وفق ما صرح خبراء لـ” نيويورك تايمز”، بما في ذلك هواجس جديدة عما إذا كانت إسرائيل تلتزم القانون الدولي في إدارتها للحرب في غزة عموماً.

ولفتت الصحيفة إلى أن المبدأ الأول الأساسي للقانون الإنساني الدولي، هو أن المدنيين لا يمكن أن يكونوا أهدافاً لهجوم عسكري.

ويتعين أن تتبع الجيوش إجراءات للتمييز بين المدنيين والأهداف العسكرية الشرعية.

وقال الأستاذ في كلية فليتشر بجامعة تافتس والخبير في القانون الإنساني توم دانينباوم: “في حالة الشك حيال وضع قافلة أو شخص ما، يتعين على المرء أن يأخذ الوضعية المدنية في الاعتبار، وتالياً، فإن الهجوم في سياق الشك، يعد في حد ذاته انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي”.

ولفتت المديرة المشاركة لمعهد أوكسفورد للأخلاقيات والقانون والنزاعات المسلحة جانينا ديل، إلى أن عمال الإغاثة الإنسانية ومنشآت الإغاثة يحق لهم الحصول على حماية مشددة، لأنهم يوفرون الإغاثة للمدنيين المعرضين للخطر.

وقالت: “هذه مركبات مدنية، أولاً وقبل كل شيء”، في إشارة إلى قافلة المطبخ المركزي العالمي.

وأضافت: “إنها أيضاً مركبات تشارك في مهام المساعدة الإنسانية، والتي تتمتع بحماية خاصة، وينبغي افتراض أن الأشخاص الموجودين على هذه الشاحنات أفراد يشاركون في مهام المساعدة الإنسانية، مما يعني أنهم أشخاص محميون”.

تفسير الجيش الإسرائيلي

وافترض الجنود الإسرائيليون، أن بعض مركبات المطبخ المركزي العالمي كانت تحمل مسلحين، وفقاً لتفسير الجيش الإسرائيلي، على الرغم من أنهم شوهدوا وهم ينضمون إلى قافلة مساعدات، ثم يغادرون لاحقاً من مستودع للمواد الغذائية.

ولم يراجع بعض الضباط وثائق الجيش الخاصة بالقافلة، للتأكد من أنها تضم سيارات بالإضافة إلى الشاحنات، ولو فعلوا ذلك، لكانوا اكتشفوا أن السيارات حصلت على أذونات من الجيش.

ووضعت علامة على كل سيارة بشعار المطبخ المركزي العالمي، لكن الجيش قال إن تحقيقه الأولي وجد أن كاميرات الطائرات من دون طيار لم تلتقط شعار المنظمة في الظلام، وأن مشغل الطائرة من دون طيار قد حدد من طريق الخطأ أحد عمال الإغاثة على أنه عضو في مجموعة فلسطينية مسلحة يحمل بندقية. (كان العامل على الأرجح يحمل حقيبة).

وعوض ذلك، افترض الجنود خطأً أن السيارات الثلاث كلها تحمل مسلحين، وفق ما قال مسؤولون، ومن ثم استهدفوا السيارات، على رغم أن الناجين من ضربات سابقة سعوا إلى الاحتماء بالسيارات المتبقية.

وأفاد مسؤولون بأن هذا اخفاق في تلبية قواعد الإشتباك للجيش الإسرائيلي.

ومنذ أشهر، تحض وكالات الإغاثة الجيش الإسرائيلي على فتح قناة مباشرة مع الجنود الإسرائيليين العاملين في غزة بهدف تفادي سوء تفاهم، وفق خايمي ماغولدرك المسؤول البارز في وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة.

وبعد الضربة، قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، إنه أمر المؤسسة بإقامة “غرفة أوضاع مشتركة” بين القيادة الجنوبية للجيش ومنظمات الإغاثة.

وقال جانينا ديل، إن وصف الجيش الإسرائيلي لكيفية انتهاك القوات للبروتوكولات، يثير مخاوف أوسع نطاقاً في شأن الإجراءات، التي يستخدمها الجيش لتحديد الأهداف العسكرية والسماح بالهجمات.

شاهد أيضاً