كشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي “FSB” عن وثائق سرية تتعلق بانتحار الزعيم النازي في ألمانيا أدولف هتلر، والأيام الأخيرة للرايخ الثالث في العام 1945.
جاء ذلك تزامنًا مع الاحتفال بذكرى مرور 80 عاماً على النصر الروسي والذي ستشهد احتفالاته إقامة عرض عسكري في الميدان الأحمر صباح 9 مايو/ أيار المقبل، وفق وكالة “آر تي” الروسية.
وبحسب الوثائق المنشورة بدأ الهجوم على برلين، في 16 أبريل/ نيسان من العام 1945، وبحلول 21 من ذات الشهر، كانت وحدات الجيش الأحمر السوفيتي قد اقتحمت الضواحي الشمالية الشرقية لبرلين. وتم حينها الاستيلاء على برلين وهزيمة ألمانيا النازية.
ونظمت أجهزة أمن الدولة السوفيتية أعمال البحث عن مجرمي الحرب النازيين. ففي 30 أبريل 1945، بدأت وحدات الجيش الأحمر القتال في منطقة الحي الحكومي والمستشارية الإمبراطورية فيما يسمى “مخبأ الفوهرر”، حيث كان يختبئ مستشار الرايخ هتلر وحاشيته.
وفي ذات اليوم، انتحر الزعيم النازي وزوجته بتسميم أنفسهما بمادة “سيانيد البوتاسيوم”، بعد ذلك وفي الأول من مايو/ أيار، انتحر وزير الدعاية في حكومة هتلر، الدكتور جوزيف غوبلز، وزوجته ماجدة، بعد تسميم أطفالهما الستة.
وفي ليلة 1-2 مايو/ أيار، حاول القادة النازيون المتبقون في مخبأ الفوهرر، بقيادة زعيم الرايخ مارتن بورمان، والحرس الشخصي لهتلر، وأفراد الخدمة، الخروج من الحصار في عدة مجموعات، ومات العديد من المشاركين في هذا الاختراق، أو وقعوا في أسر الجيش الأحمر.
جثة هتلر
وتم العثور على جثتين محترقتين على بعد 3 أمتار من مدخل ملجأ، وكانتا مغطاتين بطبقة من التراب. وفي 8 مايو/ أيار 1945، كشفت نتيجة الفحص الجنائي لجثة الرجل أنها لهتلر على الأرجح. ومن بين أمور أخرى، قام الخبراء بفحص “الفكّين مع عدد كبير من تيجان الأسنان، والجسور، والحشوات”.
ووُجدت “بقايا أمبولة زجاجية مسحوقة في تجويف الفم، ورائحة اللوز المر المميزة”، وأثبتت نتائج الفحص الكيميائي الجنائي للأمعاء “وجود مركبات السيانيد” ما سمح للجنة باستنتاج أن الوفاة حدثت نتيجة “التسمم بمركبات السيانيد”.
وفي 10 مايو/ أيار 1945، تم استجواب مساعدة طبيب الأسنان الشخصي لهتلر، البروفيسور هوغو بلاشكي، في عيادة الأسنان التابعة لمستشارية الرايخ، كاثي غويسرمان.
وفي 11 مايو/ أيار، أدلى فني الأسنان فريتز إيشتمان، الذي صنع أطقم الأسنان لهتلر، بشهادته. وأعطى كلا الشاهدين وصفاً تفصيلياً لأسنان هتلر من وحي الذاكرة.
وكانت السمات المميزة للجسور، والتيجان، وحشوات الأسنان، مطابقة تماماً للسجلات الموجودة في مخطط الأسنان، والأشعة السينية المتاحة للمحققين.
وعرض الفكان المستخرجان من جمجمة الرجل لكل واحد منهما على حدة من أجل التعرف عليه. واعترف غويزرمان وإيتشمان، دون تردد، بأن الفكين يعودان لأدولف هتلر.
واحتوت المستندات المنشورة على تفاصيل لعمليات استجواب، واعترافات لقادة من الصف الأول في نظام هتلر، وسرد للأيام واللحظات الأخيرة لسقوط ألمانيا النازية.
“إرم نيوز”