ذكر موقع “The National Interest” الأميركي أنه “عندما تؤخذ محادثات السلام بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا على محمل الجد، فمن المؤكد أنها ستتأثر بالظروف على أرض المعركة. ففي نهاية المطاف، تشكل مكاسب الطرفين المتحاربين ووضعهما الاستراتيجي الرافعة الحاسمة التي سيتم استخدامها في أي مفاوضات. وفي هذه الحالة، تصب الحقائق في صالح
الكرملين، فالجيش الروسي في حالة هجوم. في المقابل، تخوض القوات الأوكرانية حملة دفاعية. أما روسيا فتحتفظ حالياً بالمبادرة الاستراتيجية وتملي إلى حد كبير التحركات على أرض المعركة. ومن ناحية أخرى، تتفاعل أوكرانيا مع تحركات الجيش الروسي في محاولة لوقف تقدمه التكتيكي”.
وبحسب الموقع، “هناك خمس جبهات نشطة في الحرب حاليًا، تحتفظ روسيا باليد العليا في أربع منها، بينما تسيطر أوكرانيا على واحدة. وتقع الجهود الروسية الرئيسية في شرق أوكرانيا، في اتجاه خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. ووفقًا لمعهد دراسة الحرب، فإن هدف الكرملين على هذه الجبهة هو “دفع القوات الأوكرانية بعيدًا عن الحدود الدولية مع منطقة بيلغورود والاقتراب من مدينة خاركيف”. أما الجبهة الروسية الثانية فتقع في منطقة لوغانسك في جنوب شرق أوكرانيا، ويتمثل هدف القوات الروسية هنا في الاستيلاء على المقاطعة بالكامل”.
وتابع الموقع، “تقع الجبهة الروسية الثالثة جنوب الجبهة السابقة مباشرة، في منطقة دونيتسك. ومرة أخرى، الهدف هنا هو الاستيلاء على المقاطعة بأكملها. وتشكل منطقتا لوغانسك ودونيتسك منطقة دونباس، وهي تتمتع بثروة معدنية وقدرات صناعية كبيرة. وأخيراً، في الجنوب، تتخذ روسيا موقفاً دفاعياً بهدف الحفاظ على خط التماس كما هو. وهنا، أقامت القوات الروسية أكثر الأعمال الدفاعية شمولاً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. أما على الجانب الأوكراني، فتحتفظ كييف بالمبادرة في منطقة كورسك داخل روسيا. ومنذ آب، احتفظ الجيش الأوكراني بميزة كبيرة في روسيا، مما أجبر موسكو على تكريس عشرات الآلاف من القوات للقضاء عليها. ومنذ بدء القتال، استعادت روسيا بعض الأراضي التي احتلتها، لكن أوكرانيا تحتفظ بجزء كبير منها، بما في ذلك بلدة سودزا”.
وأضاف الموقع، “تشكل الخسائر البشرية اعتبارا مهما أيضا. فوفقا لتقديرات غربية، يبلغ متوسط خسائر الجيش الروسي يوميا أكثر من 1500 قتيل أو جريح في المرحلة الحالية من الحرب. وفي المجموع، خسرت القوات الروسية ما يقرب من 863 ألف رجل في القتال،بمعدل 800 رجل يوميا تقريبا منذ بدء الغزو الواسع النطاق. في المقابل، يخسر الأوكرانيون، وهم في وضع دفاعي، عددا أقل من الرجال. والتكتم الذي تفرضه كييف على خسائرها البشرية، وإحجام الغرب عن مشاركة التقديرات لأسباب سياسية، يعني أنه من الصعب تحديد متوسط دقيق للخسائر اليومية
لأوكرانيا. وفي تقدير عام نادر، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرا أن القوات الأوكرانية تكبدت ما يقرب من 400 ألف قتيل أو جريح، أو نحو 365 خسارة يوميا منذ 24 شباط 2022”.
وبحسب الموقع، “بشكل عام، يتمتع الجيش الروسي بوضع أفضل اليوم، فالكرملين لديه الرجال والذخائر والقوة السياسية اللازمة لتحمل عدد أكبر من الضحايا. في المقابل، تحظى أوكرانيا بدعم تحالف دولي قوي بقيادة الولايات المتحدة، ورغم أن هذا الدعم قد يكون موضع شك، فإن التحالف الدولي بقيادة أميركا يحافظ على استمرار أوكرانيا في القتال. وعلاوة على ذلك، يظل الجيش الأوكراني القوة العسكرية الأكثر فعالية، ومع ذلك، يشعر كلا الجانبين بالإرهاق ويبدو أنهما قد يكونان أكثر ميلاً إلى تحقيق أهدافهما من خلال تسوية تفاوضية، ومن هنا تأتي الضغوط على كل من موسكو وكييف للتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب”.