السياسي – لا مشكلة لدي بألا أكون مؤدباً في حديثي عن الثلاثي الذي يدفع مقاتلينا إلى موتهم وجرحهم عبثاً، ويترك الاسرى لمصيرهم، يختبئون خلف تصريحات عليلة وهزيلة لا مفعول لها.
يقف رئيس الوزراء أمام وضع مميز يعد فيه فقدان الحكم في نظره كتصفية مطلقة لغاية حياته. بلا حكم، يرى نفسه يحشر في الزاوية، ينقطع عن الرفاق، يفتقر إلى السيطرة وينبذ من معظم الشعب. من ناحيته، هذا انتحار سياسي، وبالتالي فهو يتمسك بزوايا مذبح الحكم بكل قوته، حتى بثمن أمن كيان إسرائيل ومواطنيها.
طريقه الوحيد للمحافظة على الحكم من خلال استمرار الحرب، فبدون الحروب سيفكك وزيراه سموتريتش وبن غفير، حكومته. فقد وصل الوضع إلى حد أن نتنياهو مستعد للموت، عليّ وعلى أعدائي يا رب، أما نحن مواطني الدولة، فلنمت، في هذا المثال.
-وزير الدفاع: دمية بخيطان
وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، الذي يعتبر رجل ثقة نتنياهو، يوصف كدمية بخيطان. فهمه في مجال الأمن يقترب من الصفر، فيما تجد قوته الأساس تعبيرها بإطلاق تهديداته على أعداء إسرائيل.
-رئيس الأركان: مع زعامة قزمة وفشل عملياتي
رئيس الأركان، أيال زامير، يفقد بسرعة ما تبقى له من حظوة معطاة له. ويوصف بأنه ذو زعامة قزمية، يحاول إرضاء رئيس الوزراء على حساب موقف صلب يقوم على أساس الوقائع والحقيقة في الواقع الذي هو فيه.
-فشل حملة “عربات جدعون” بقوات الجيش الإسرائيلي البرية
عندما تلقى أيال زامير منصب رئيس الأركان، وعد رئيس الوزراء والجمهور بأن يفعل ما فشل فيه سلفه. صرح بأنه سيقوض حماس، ويحرر الاسرى بالضغط العسكري، ويقيم حكماً عسكرياً، ويسيطر على المساعدات الإنسانية ويسمح للسياسيين بأن يبدلوا الحكم.
حذرت وقرعت كل الأجراس، سواء في وسائل الإعلام أم في المقالات التي نشرت في الصحف، بأنه لا تغطية لأقوال رئيس الأركان. بزعمي، الجيش الإسرائيلي في وضعه الحالي، غير قادر على حسم حماس وتحرير الاسرى بدون اتفاق. كما قيل إن استئناف رئيس الأركان للقتال سيؤدي إلى موت قسم من الاسرى، مصابين كثيرين، قتلى وجرحى لقواتنا، وإن هذه الخطوة ستؤدي إلى إهانة الجيش البري والاستخفاف بالفجوة الهائلة بين تصريحات رئيس الأركان وقدرات الوحدات البرية في الميدان.
بخلاف أقوال رئيس الأركان، فالجيش الإسرائيلي لا يسيطر على 75 في المئة من أراضي قطاع غزة. وحتى لو صح هذا الادعاء، فلا غاية في أن يجلس الجيش الإسرائيلي على الأرض كلها وهو غير قادر على ضرب حماس في الأنفاق. حماس تخرج من الأنفاق، تضرب جنودنا وتعود إليها مرة أخرى. جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة بدا بذيل بين سابقين، يناشد المستوى السياسي إنهاء الحرب بدعوى أنه أنهى المهمة. وذلك حين يواصل 30 ألف مقاتل من حماس القتال كمقاتلي حرب عصابات من داخل الأنفاق، وكل الدمار الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي من فوق وجه الأرض، لم يؤثر على الإطلاق في قدرة أداء حماس من تحت الأرض. لقد تكبد الجيش الإسرائيلي في حملة “عربات جدعون” عشرات القتلى وأكثر بكثير من الجرحى، ولم يحسم حماس، ولم يحرر الاسرى مثلما وعد رئيس الأركان، وخرج أصلع من هنا ومن هناك.
الطريق إلى الأمام
مؤخراً، فهم رئيس الأركان أخيراً بأن ليس في نية نتنياهو إنهاء الحرب بسبب ضغط الارهابيان سموتريتش وبن غفير، اللذين يهددان رئيس الوزراء بتفكيك الحكومة. وكان على رئيس الأركان أن يتوجه إلى لقاء ثنائي مع الوزراء ويقول الحقيقة المرة بأن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه الآن يحسم حماس، أو أن يحرر الاسرى بدون اتفاق، وأن كل يوم يمر يجبي مزيداً من القتلى والجرحى، وأنه محظور عليه بصفته رئيس أركان أن يعطي هذا يداً حين يقتل ويجرح المقاتلون عبثاً، وأنه هو، رئيس الأركان، ليس مستعداً بمواصلة حرب لا غاية لها وتمنعنا من إعادة بناء الجيش ومقاتليه وإعدادهم للتهديدات المتعاظمة حول حدود إسرائيل.
في حالة رفض نتنياهو قبول أقوال رئيس الأركان، فعلى رئيس الأركان وضع المفاتيح والاستقالة وألا يواصل اقتياد جنودنا إلى موتهم، فيما هو يعرف بيقين بأنهم يقتلون عبثاً، وأنه يخدم متطرفين مسيحانيين يمسكون بالخيوط. الواقع على الأرض لا يهمهم، وهم يعتمدون على الرب أن يحدث لهم المعجزات ويملون على رئيس الوزراء قراراته، ويقودون شعب إسرائيل إلى شفا الهوة في كل المجالات: المجتمع، الاقتصاد، التعليم، الطب، وفي العلاقات الدولية وأمن الدولة.
يستمر رئيس الأركان أيال زامير إعلانه بأنه يقاتل حتى حسم حماس وتحقيق أهداف الحرب كلها، وهذا ما يقوله للخارج لإرضاء نتنياهو، فقط لأنه لا يرى أي طريق آخر للقاء كرئيس أركان، ومن أجل بقائه، هو مستعد لدفع ثمن فظيع ورهيب، فيما لا غاية من ذلك. لرئيس الأركان مسؤولية مباشرة عن موت وإصابة مقاتلين كل يوم عبثاً. حتى لو تحقق اتفاق جزئي لتحرير 10 اسرى، بقدر ما تنتهي الحرب، فسنفقد الآخرين كل.
إسحق بريك
معاريف 23/7/2025
