زيارة نتنياهو لواشنطن مرتبطة بمستقبله في الحكم

السياسي – أكد خبراء في الشؤون الأمريكية والإسرائيلية، أن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيتحدد على أثره المستقبل السياسي للأخير وإمكانية إطلاقه حملته للانتخابات العامة من الولايات المتحدة، والرهان على أن يكون ساكن البيت الأبيض هو الضامن له، مثلما جرى عام 2019، مما يعطيه أريحية ودعماً كبيراً.

وأوضحوا أن الزيارة في مجملها خلال هذا التوقيت، مرتبطة بشكل مباشر بانعكاسات منتظرة على مستقبل نتنياهو في الحكم، حيث إنه حال وجد تفهماً وتقارباً أمريكيّيْن مع وجهة نظره ودعماً له من ترامب، ربما يعود إلى تل أبيب ويعلن عن انتخابات مبكرة ويعيد تجديد ائتلافه، بقوة دعم واشنطن.

وأشاروا إلى أن نتنياهو الذي يدرك مدى قوة الدعم الأمريكي لإسرائيل في ظل مساندة أعضاء بارزين في الكونغرس له، سواء جمهوريين أو ديمقراطيين على كافة المستويات، يمضي في التخطيط للانتخابات القادمة عبر مستشارين له من مجموعات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.

ويحاول نتنياهو استغلال الزيارة إلى الولايات المتحدة ولقائه مع الرئيس الجمهوري، لتكون الانطلاقة الدعائية له كما حدث في الـ25 من شهر آذار/مارس من عام 2019، التي جاءت قبل الانتخابات العامة الإسرائيلية بأسبوعين وهو ما كان له مفعول إيجابي بتأييد الرئيس الجمهوري له.

واستغل نتنياهو حينئذ مساندة الرئيس الجمهوري، ليقدم نفسه على أثر ذلك، كرجل دولة عالمي يحظى بدعم الولايات المتحدة، في وقت كان يتمتع ترامب بالأساس بشعبية جارفة في الشارع الإسرائيلي، وهو ما ظهر من جهة أخرى في الملصقات الدعائية التي أغرق بها حزب الليكود كل مكان في إسرائيل، والتي كان أبرزها الصورة التي تجمع الرجلين في مصافحة ودية ومدون عليها عبارة “نتنياهو في مستوى آخر”.

وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نورث كارولينا الأمريكية، البروفيسور خضر زعرور، إن نتنياهو يعرف مدى قوة الدعم الأمريكي لإسرائيل في ظل مساندة أعضاء بارزين في الكونغرس له، سواء جمهوريين أو ديمقراطيين على المستوى السياسي والدعم بالاقتصاد وضخ الاستثمارات وتقديم احتياجات الأسلحة المتقدمة بوفرة، وهي أمور لا يستهان بها بل ويراهن عليها.

وأضاف أن إسرائيل تستطيع الاستغناء بعض الشيء عن قرارات مساندة البيت الأبيض، لكنها لا تقدر على التحرك دون دعم الكونغرس الذي يمتلك “المحفظة” التي تمول تل أبيب، إذ إن الرئيس يستطيع الحديث عن توجهات مثلما يشاء ولكن القرار في النهاية من المؤسسة التشريعية في الولايات المتحدة، بالنسبة للأموال أو الأسلحة.

واعتبر البروفيسور زعرور أن إطلاق نتنياهو لحملته الانتخابية من الولايات المتحدة، يأتي بناء على نتائج هذه المقابلة، في ظل إدراكه في الوقت نفسه، مصلحته الشخصية المتجسدة في الكونغرس سواء بالدعم السياسي والمادي والمعنوي أكثر ما يكون من الكنيست، لأن أعضاء المؤسسة التشريعية الأمريكية، يساندون السياسة الإسرائيلية القائمة على الاحتلال وزيادة رقعة إسرائيل في وقت يمارس اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة نفوذه ويقدم دعماً غير مسبوق لنتنياهو.

وأوضح أنه من المؤكد أن ترامب ضامن لنتنياهو أمام الناخب في إسرائيل ولكن الأخير في الوقت ذاته، استطاع خلال سنوات ماضية أن يؤسس قاعدة قوية بالولايات المتحدة، انطلاقاً من مؤسسات اللوبي الصهيوني، لينعكس ذلك على الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس وبالتالي تكون المساندة من البيت الأبيض.

ولفت البروفيسور زعرور إلى أن نتنياهو لديه أصدقاؤه في الكونغرس ومن يقومون بتمويله انتخابياً قبل دعمه السياسي، وهو ما يعتبر تفكيراً استراتيجياً بانطلاق حملته من هناك.

وبيّن أن الدعم المقدم على طريقة 2019 قائم لنتنياهو هذه المرة، على الرغم من أن حجم المساندة لإسرائيل انخفض قليلاً في الداخل الأمريكي بشكل عام، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يمضي في التخطيط للانتخابات القادمة عبر مستشارين له من مجموعات اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة.