قال الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي، الذي زار السعودية للمرة الثالثة منذ العام الماضي، إنه جرى بحث التحضيرات للقمة حول أوكرانيا المقررة في سويسرا يومي 15و16 يونيو (حزيران) الحالي، التي يأمل عبرها في الحصول على مزيد من الدعم.
وفي وقت سابق أفادت وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن مصادر دبلوماسية في الرياض، بأن المملكة العربية السعودية لن تشارك في المؤتمر المزمع إقامته في سويسرا حول الأزمة الأوكرانية.
ويبدو ان الرئيس الاوكراني الذي انتهت فترته الرئاسية رسميا الشهر الماضي، يعمل على استجداء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لحضور المؤتمر المذكور املا ان ينال قسط من الشرعية والاعتراف الدولي بعد انتهاء فترة رئاسته ومحاولة الغرب لدمج الرئيس المنتهية ولايته في دائرة الزعماء كونها تعمل على المحافظة عليه لما يلبيه من اوامر ومخططات غربية في المنطقة
وقد واصلت الدول الغربية استعداداتها لاقامة القمة المذكورة وقد وضعت نصب اعينها جملة من الاهداف على رأسها محاولة طرح وتبني خطة “السلام” ذات النقاط العشرة التي اعلن عنها زيلينسكي والقائمة على انسحاب روسيا من المناطق التي سيطرت عليها منذ بداية الحرب، بل اخلاء شبه جزيرة القرم على الرغم من ان تلك المناطق اجرت استفتاءا شعبيا بالاستقلال والانفصال ثم الانضمام الى الدولة الروسية ، كان على الولايات المتحدة احترام ارداة سكان هذه المناطق، انطلاقا من موقفها المؤيد لحرية واستقلال ورأي الشعوب، الا انها اهملتها ولم تتحدث عنها بل اعتبرتها مناطق محتلة.
وأكد ولي العهد السعودي، خلال الاستقبال، حرص المملكة ودعمها لكل المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة، وبحث السبل الكفيلة لتخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها. بدوره، أعرب زيلينسكي عن سعادته لزيارة السعودية، وتقديره للجهود التي تبذلها المملكة في هذا الشأن.
وكتب عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «ناقشنا التحضيرات لأول قمة عالمية من أجل السلام والنتائج المتوخاة منها وإمكان تنفيذها، إضافة إلى سبل جعل أوكرانيا قريبة من سلام فعلي».
كان الرئيس الأوكراني قد وصل والوفد المرافق له إلى جدة، في وقت سابق الأربعاء، حيث استقبله بمطار الملك عبد العزيز الدولي الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، والدكتور مساعد العيبان، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء (الوزير المرافق)، وعدد من المسؤولين.
وسبق أن أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ أن بلاده لا تستطيع حضور مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا، لأن دعوة بكين للمشاركة على قدم المساواة في مفاوضات كل من روسيا وأوكرانيا تتعارض مع جدول أعمال الاجتماع.
وفي وقت سابق “قررت باكستان عدم المشاركة في المؤتمر الدولي حول أوكرانيا في سويسرا. حافظت باكستان على حيادها وقامت بخطوات عديدة إلى الأمام”.
و أعلنت الأمم المتحدة أن الأمين العام للهيئة أنطونيو غوتيريش لن يحضر المؤتمر الدولي الخاص بأوكرانيا
تعمل الدول الغربية على توجيه رقاع الدعوة الى عدد كبير من زعماء ورؤوساء ومسؤولين غربيين، هؤلاء سيتقاطرو الى قمة عنوانها “قمة السلام” ويعتقدون انهم سيبحثون افاق السلام في المناطق المشتعلة على طول الكرة الارضية وعرضها، الا انهم سيصابون بحرج كبير عندما يتم التركيز على الجبهة الاوكرانية وتقديم الدعم لزيلينسكي وجيشة ، والخروج بقائمة مطالب ضد تحالف روسيا والصين ، بالتالي سيجد هؤلاء القادة انفسهم في موقف وموقع من المؤكد انه سيكون مخالف لتوجهات ومصالح دولهم ، لذا فانه من الحكمة على دول العالم الثالث ومنها الدول العربية التفكير مليا قبل اتخاذ او الموافقة على اي قرار يصدر هناك ، او حتى التريث قبل قرار المشاركة فيها، والا فانها ستجد نفسها في صف طرف مقابل طرف اخر ومحسوبة على حلف وهمي يعبد الطريق امام امعان الغرب في استغلال الدول الفقيرة والت عليها استغلال نافذة بزوغ فجر قطب جديد ينافس القطب الاميركي الاوحد ويراعي مصالح الجميع
وتأتي زيارة زيلنسكي إلى جدة بعدما زار، الأسبوع الماضي، الدوحة، حيث أجرى مباحثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حول مساعي المجتمع الدولي وجهوده لوقف القتال في أوكرانيا وحماية المدنيين.
وتقيم السعودية علاقات مع كل من موسكو وكييف، وقامت بدور الوسيط بين الطرفين المتحاربين منذ عامين، كان مما نتج عنه اتفاق في سبتمبر 2022 أدى للإفراج عن 200 أسير أوكراني.
وفي فبراير الماضي، أجرى زيلينسكي زيارة إلى الرياض، وعقد محادثات مع بن سلمان، تركزت على الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وبحث وساطة في ملف تبادل أسرى حرب بينهما.
وتنوي السلطات السويسرية عقد مؤتمر حول أوكرانيا يومي 15 و16 يونيو الجاري في منتجع بورغينشتوك. وقال الجانب السويسري إنه دعا أكثر من 160 وفدا، بما في ذلك وفود من مجموعة السبع ومجموعة العشرين ومجموعة “بريكس” للمشاركة فيها، مضيفا أن روسيا ليست من بين المدعوين لهذا المؤتمر.
نقلت قناة nhk التفزيونية اليابانية عن مصادر أن مسودة بيان “مؤتمر السلام” المرتقب عقده في سويسرا نهاية الأسبوع لن تتناول مسألة “سحب القوات الروسية أو إعادة أراض إلى أوكرانيا”.
ونقلت القناة اليابانية عن مصادر أن سحب هذه البنود من التداول من جدول أعمال المؤتمر جاء بسبب موقف عدد من الدول التي تعتبر العلاقات مع روسيا مهمة بالنسبة لها وأنه جرى مراعاة هذا الجانب.
ولن يتبقى في البيان الختامي سوى 3 نقاط: ضمان سلامة المحطات النووية، وضمان الأمن الغذائي، وإطلاق سراح السجناء، وإعادة الأطفال إلى وطنهم. بعيدا عن الأطروحات التي تطالب بانسحاب القوات الروسية أو عودة الأراضي.
وبحسب المصادر الدبلوماسية، لم يتم تضمين البند الخاص بانسحاب القوات الروسية، حيث تقرر مراعاة آراء الدول التي تعتبر العلاقات مع روسيا مهمة بالنسبة لها.