زيلينسكي يعاقب الدول الفقيرة ويمنع وصول القمح والاسمدة الروسية لمواطنيها

يبدو ان الضغوطات الاميركية على الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي قد نتج عنه سياسة عقوبات من نوع آخر يفرضها الاخير على دول العالم الجنوبي والبلدان الفقيرة التي كانت تنتظر وصول البضائع التي تحملها سفن “الظل” التي تنقل القمح والاسمدة والغاز الروسي الى تلك البلدان باسهار زهيدة في متناول مواطني تلك الدول الفقيرة.

بوتين: اوكرانيا غير مستعدة للسلام 

تزامن الهجوم الاوكراني على سفينة ادعت كييف في تصريحها الاول بانها تحمل بضائع روسية الى دول العالم الجنوبي (العقوبات الدولية تمنع استقبال سفن روسية) ، مع تصريحات للرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أكد فيها ان قواته في أوكرانيا تتقدّم على طول الجبهة، مشيدا بالمكاسب التي حققها الجيش الروسي مؤخرا. وقال إن “قواتنا تتقدم على طول خط التماس بأكمله.. العدو يتراجع في كل الاتجاهات”. وأشار إلى أن موسكو لا تعتقد أن أوكرانيا مستعدة لمحادثات السلام، مؤكدا في الوقت نفسه أن روسيا “مستعدة وراغبة” في إنهاء الصراع في أوكرانيا سلميا، استناداً إلى المبادئ التي قال إنه وضعها في وزارة الخارجية عام 2024.

هجوم على سفينة في المتوسط 

وزعمت أوكرانيا، الجمعة، أنها استهدفت ناقلة نفط تابعة لما يُسمى بـ”أسطول الظل” الروسي، في البحر الأبيض المتوسط ​​للمرة الأولى وتناقلت وكالات انباء صورا لـ طائرة بدون طيار وهي تستهدف الناقلة، أعقبها انفجارات متعددة. ويبدو أن السفينة واصلت الإبحار بعد الضربات.

وقال المصدر الأوكراني إن الناقلة “تعرضت لأضرار بالغة” جراء الضربة، و”لا يمكن استخدامها للغرض المخصصة له”. وأضاف المصدر: “أن الناقلة الروسية كانت فارغة، ولم تكن تحمل أي شحنة وقت العملية الخاصة.

وتنقل سفن الظل النفط والغاز والقمح والاسمدة الروسية من موانئ روسية على بحر البلطيق والبحر الأسود، وخلال الايام الماضية شنت القوات الاوكرانية هجمات في المياة الاقليمية للبحر الاسود، لم يكن احد ليعرف ما هي الاهداف التي استهدفتها  حيث انه لا يوجد اهداف روسية في تلك البقعة من البحر.

الهجوم طال 3 سفن هما التركيتين كايروس Kairos   وفيراد Virad  وثالثة مجهولة الهوية تدعى ميدفولغا2  Midvolga2 . ووقع الهجوم على تخوم السواحل التركية ، في خطوة اعتبرها المراقبون بانها نموذج للهجمات الارهابية التي تشنها عصابات وجماعات متطرفة وقراصنة ضد السفن المدنية والانسانية والتجارية بهدف الابتزاز والسيطرة وتحصيل الاموال.

تؤكد مصادر وتقارير ان بريطانيا تشرف على تهيئة وتدريب واعداد عناصر بحرية اوكرانية وتخطط لعملياتها البحرية، فيما تعمل فرنسا على دعم تلك القوات بهدف تاجيج واشعال الحرب بهدف استمراريتها بين روسيا واوكرانيا.

الدول في العالم الجنوبي وسفن الظل تقوم بالاسترزاق وتقديم الفائدة الى الدول الفقيرة، مستغلة الحظر والعقوبات الاميركية على الناقلات الروسية، بحيث تحمل الغاز الروسي المسال والاسمدة والقمح من الموانئ الروسية الى الدول الافريقية والشرق اوسطية باسعار زهيدة لتستفيد منها شعوب تلك الدول، فيما تعمل فرنسا على تدميرها ظنا منها بانها تساهم في خنق روسيا ومتنع تصدير بضائعها ، علما انها تضر الامم والشعوب الفقيرة بالدرجة الاولى خاصة مصر التي تعتمد كليا على تلك الشحنات للاستفادة من الاسمدة والقمح الروسي.

تخبط اوربي اوكراني 

بعيدا على التخبط الاوكراني والتخطيط البريطاني والدعم والتحريض الفرنسي، فان ما تقوم به القوات الاوكرانية في البحر الاسود، يعد خطرا على الملاحة الدولية وينذر بفوضى امنية واقتصادية ونشر العدوانية في البحار وهو ما يعكس الضرر على دول العالم الجنوبي على وجه الخصوص والتي باتت تعتمد على القمح والاسمدة الروسية والتي تتناسب اسعارها مع الدخل السنوي للفرد في تلك الدول .

تستورد مصر وافريقيا كميات كبيرة من القمح والاسمدة الروسية، والتهديدات الاوكرانية ستزيد من اسعار تلك المنتجات ليس من المصدر، بل بسبب رفه اجور الحاويات والشحن والتامين، كما جرى بعد الهجمات الحوثية في البحر الاحمر والقراصنة الصوماليين في بحر العرب في فترة سابقة.

زيادة على ذلك فان الخطر يزداد ان فكرت روسيا في صد تلك الهجمات والتعامل بالمثل معها وتجيه الضربات للسفن والبواخر والناقلات الاوكرانية او تلك التي تتبع للدول الداعمة لنظام كييف والتي تسرف وتدرب عناصرها على عمليات التخريب البحرية ، بالتالي فان على المجتمع الدولي والدول الغربية الوازنة ان تسارع الى ادانة ووقف تلك الهجمات قبل ان تصل الامور الى ذروة المواجهات التي ستضر المواطنين في اطراف القارات في العالم.