سطو على مزرعة يهز تركيا.. مقتل أم ونجاة طفل بمعجزة

السياسي –

أطلق ثلاثة مسلحين النار داخل حاوية سكنية بمنطقة “بالا” في العاصمة التركية أنقرة، ما أسفر عن مقتل سيدة وإصابة طفلها البالغ من العمر 12 عاماً، والذي نجا من الموت بعد أن تظاهر بأنه فارق الحياة، في مشهد أثار صدمة واسعة داخل تركيا وأعاد الجدل حول جرائم السرقة المسلحة.

وبدأت تفاصيل الجريمة عندما ترك سايم دميرغي، وهو مزارع من سكان ولاية قونية، زوجته  كيزبان دميرغي (42 عاماً) وابنهما البالغ من العمر 12 عاماً، داخل الحاوية السكنية (كرفان أو وحدة سكنية معدنية متنقلة) في المزرعة التي استأجرها في منطقة بالا منذ تسعة أشهر، وخرج مع ابنته غونول (18 عاماً) لريّ الأرض.

وبعد وقت قصير، اقتحم ثلاثة أشخاص ملثمين الحاوية، وفتحوا النار من بندقية صيد بشكل عشوائي على الأم وطفلها، لتلقى الأم حتفها على الفور، فيما أصيب نجلها بطلقات في الساق والفخذ، لكنه أظهر شجاعة غير اعتيادية وتظاهر بالموت عن طريق كتم أنفاسه والبقاء ساكناً، حتى غادر المهاجمون المكان دون أن يتأكدوا من وفاته.

الجناة، الذين كانوا يبحثون عن ذهب داخل الحاوية، انسحبوا بعد أن فشلوا في العثور على شيء ذي قيمة، وبعد مغادرتهم، استخدم الطفل المصاب هاتف والدته المتوفاة ليتصل بوالده ويخبره بما حدث.

من جانبه، وصل الوالد إلى الحاوية على وجه السرعة، وأبلغ فرق الشرطة والإسعاف، التي قامت بنقل الطفل المصاب إلى مستشفى مدينة أنقرة إتليك، حيث تم وضعه تحت الرعاية الطبية المكثفة.

وخلال التحقيقات، أدلى راعٍ كان في المنطقة بشهادته، مؤكداً أنه رأى الجناة وهم يصلون بمركبة سوداء، ثم يقتحمون الحاوية ويهربون بعد إطلاق النار.

وتتبعت فرق الشرطة السيارة، التي تبيّن لاحقاً أنها مستأجرة، وتم القبض على المشتبه بهم الثلاثة في نفس اليوم.

أما الصدمة الكبرى، فجاءت حين تبيّن أن أحد المهاجمين هو إسماعيل أوزديل، شقيق زوج ابنة الضحية، والذي كان قد زار العائلة مؤخراً في الحاوية وعرف بامتلاكهم كمية من الذهب، بحسب ما أفادت التحقيقات.

ووفقاً للشرطة، فقد خطّط إسماعيل للجريمة مع اثنين من أصدقائه، وانتظروا ثلاثة أيام قرب المزرعة حتى خرج الأب من المكان، لينفذوا الهجوم الدموي.

وقد تم تشييع جثمان السيدة كيزبان دميرغي الخميس الماضي، في مسقط رأسها ببلدة “تشيغيل” التابعة لمنطقة إلغين في قونية، وسط حالة من الحزن والغضب بين الأهالي، ولا تزال تحقيقات الشرطة مستمرة لكشف ملابسات الجريمة بالكامل.