السياسي – شدد السفير الإسرائيلي السابق لدى تركيا، ألون ليل، على ضرورة أن تقطع دولة الاحتلال علاقاتها الدبلوماسية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرا أن الأخير “بلغ درجة من الاستبداد والعداء تجاه إسرائيل، ما يتطلب قطع العلاقات الدبلوماسية معه فورا”.
وقال ليل في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “لقد كنت أتابع رجب طيب أردوغان بدقة شديدة لمدة 30 عامًا”، مشيرا إلى أن سجنه عام 1998 بسبب قصيدة ألقاها “لم يكن قرارا حكيما من الحكومة العلمانية الموالية للغرب، التي كنا نحبها كثيرا”.
وأضاف السفير الإسرائيلي السابق، أن “أردوغان خرج من السجن، وأسس حزب ‘العدالة والتنمية’ وغيّر وجه تركيا، على الأرجح إلى الأبد”، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن أردوغان، الذي كان سجينا في الماضي، “أصبح اليوم من يسجن خصمه السياسي الوحيد الكبير” في إشارة إلى رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، متسائلا: “هل يعود بذلك ليكرر الخطأ الذي ارتكبته الحكومة العلمانية التي سجنته؟”.
ولفت ليل إلى أن أردوغان “لم يخسر أي انتخابات خاضها منذ عقود، ونجح في بناء تحالف ديني-قومي يبدو حاليا غير قابل للكسر”، موضحا أن تركيا تتجه نحو محادثات سلام مع المتمردين الأكراد، وقد يُفرج عن عبد الله أوجلان وصلاح الدين دميرتاش مقابل الحكم الذاتي الثقافي، ما قد يشكل “حزاما سياسيا جديدا يحصّن أردوغان”.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن لا فرصة لإمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول المعارض، في مواجهة هذا “المثلث الإسلامي-القومي-الكردي”، محذرا في الوقت ذاته من الانبهار بما وصفه بـ”موهبة أردوغان السياسية”.
وقال ليل: “لفهم قسوته، يجب العودة إلى عام 2013، عندما بدأ بملاحقة مئات الآلاف من مؤيدي غولن بقسوة لا تُصدق”، زاعما أن “أردوغان طلب الولاء الشخصي، وتم فصل عشرات الآلاف واعتقالهم، ما ألحق ضررا بالغا ببنية الدولة والاقتصاد”.
وأضاف الدبلوماسي الإسرائيلي أن “تركيا فقدت العديد من السمات الديمقراطية التي كانت تمتلكها”.
وحول العلاقات مع أنقرة، قال ليل إنه “إذا قمنا بالتقييم بناء على اعتبارات الأخلاق والعدالة وحقوق الإنسان، فقد وصل أردوغان إلى درجة من الاستبداد والعداء تجاه إسرائيل، ما يتطلب قطع العلاقات الدبلوماسية معه فورا”.
يُذكر أن ألون ليل شغل سابقا منصب القائم بالأعمال في سفارة الاحتلال الإسرائيلي بتركيا، وهو مؤلف كتاب “الإسلام الشيطاني.. الديمقراطية الإسلامية في تركيا”.