السياسي – أعلنت إسرائيل، اليوم الأحد، تعيين يحيئيل ليتر، سفيرا لها لدى الولايات المتحدة الأميركية.
والدكتور ليتر، هو من سكان مستوطنة ألون شافوت جنوب غرب القدس المحتلة وأب لثمانية أطفال، فقد أحد أبنائه وهو الرائد موشيه (يديديا) في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2023 في الحرب على قطاع غزة، سيتولى منصب السفير الإسرائيلي في ظل إدارة دونالد ترمب الجديدة – التي من المتوقع أن تكون أكثر تعاطفا مع إسرائيل فيما يتعلق بالمستوطنات في الضفة الغربية من إدارة جو بايدن، وستبدأ فترة ولايته بعد العاشر من يناير/كانون الثاني القادم، مع تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.
-علاقته بنتيناهو
يبلغ ليتر 65 عاما وعمل في السابق مديراً لمكتب نتنياهو في وزارة المالية، وهو دكتور في الفلسفة السياسية، ومحاضر وباحث كبير في منتدى شيلو للسياسات. وكان في السابق نائب المدير العام لوزارة التربية والتعليم، ورئيس ديوان وزير المالية والقائم بأعمال رئيس شركة موانئ إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء نتنياهو بعد قرار التعيين: «يحيئيل ليتر دبلوماسي موهوب للغاية، ومتحدث فصيح، ولديه فهم عميق للثقافة والسياسة الأميركية. وأنا مقتنع بأن يحيال سيمثل دولة إسرائيل بأفضل شكل ممكن».
وخدم ابن ليتر كقائد فصيلة في وحدة شيلداغ «وحدة قوات النخبة لسلاح الجو الإسرائيلي»، وكان يبلغ من العمر 39 عامًا عندما قُتِل في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وبعد حوالي أسبوع، جاء رئيس الوزراء نتنياهو وزوجته سارة لتعزية المشيعين في منزله، وهو أول عزاء لهم في الحرب، وناشدهم ليتر: «استمروا حتى النصر على حماس»، وأخبره رئيس الوزراء أنه أقسم أن النصر سيتم، حسب تعبيره.
-أميركي المولد
ولد ليتر في سكرانتون، بنسلفانيا، في عائلة صهيونية متدينة. وكان كتاب مناحم بيغن «التمرد» أحد أسباب هجرته إلى إسرائيل عام 1978 وانضمامه إلى حزب الليكود. درس في مدرسة هسدير الدينية في كريات أربع وتم ترسيمه أيضًا حاخامًا.
خدم ليتر في جيش الاحتلال الإسرائيلي كمسعف قتالي في المدفعية وشارك في حرب لبنان الأولى، وكان من أوائل المستوطنين في حي أدميت يشاي في الخليل، وقام بالتدريس في معاهد التوراة في القدس عام 1986 وبين الأعوام 1989-1992 كان رئيساً للجنة الاستيطان اليهودي في الخليل.
وعمل ليتر إلى جانب رئيس الوزراء الأسبق أريل شارون خلال فترة عمله كوزير للبنى التحتية الوطنية، وفي عام 2001 تم تعيينه رئيسًا لمكتب وزيرة التربية والتعليم آنذاك ليمور ليفنت. وبعد ذلك شغل منصب نائب المدير العام لوزارة التربية والتعليم، كما أسس منظمة «القدس الواحدة» التي حاربت التسوية السياسية التي روج لها إيهود باراك. وفي عام 2004 تم تعيينه رئيسًا لمكتب نتنياهو، الذي كان آنذاك وزيرًا للمالية. وهو المنصب الذي شغله حتى نهاية عام 2005.
باحث في السياسات
في عام 2006، انضم ليتر إلى مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة كباحث كبير في السياسات، وبدأ دراسة الدكتوراه في الفلسفة السياسية في كلية الحقوق بجامعة حيفا. وفي عام 2008، تم انتخابه في المركز 42 على قائمة الليكود للكنيست الثامنة عشرة.
وفي عام 2011 تم تعيينه عضوا في مجلس إدارة شركة موانئ إسرائيل، وفي الوقت نفسه أصبح مديرا لشركة التجربة الإسرائيلية، وهو حاليًا محاضر في الفلسفة في كلية أونو الأكاديمية، وزميل باحث في مركز شاليم ومستشار استراتيجي لعدة منظمات.
وباعتباره مالكًا لشركة استشارات سياسية خاصة، Versta، قدم ليتر المشورة للقادة في البلدان النامية في إفريقيا وأميركا الجنوبية، ونفذ مشاريع مناهضة لمقاطعة إسرائيل لمكتب الشؤون الاستراتيجية. وهو أحد المبادرين لمنتدى «حوار البحر الأحمر» الدولي. ومن بين أمور أخرى، كان المدير التنفيذي لمركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة، حيث بدأ في إطاره علاقات بحثية سياسية مع أكثر من 25 معهد بحث من جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا.
-علاقاته الدولية
وفي عام 2015، كان ليتر كبير الاستراتيجيين لرئيس باراغواي في ذلك الوقت، هوراسيو كارتيس، وكان ليتر مستشارًا استراتيجيًا في حملة كارتس الانتخابية، وبعد انتخابه أصبح من أقرب الأشخاص إليه، وقاد العديد من المشاريع في البلاد نيابة عنه.
وليتر يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وتشير التقديرات إلى أن نتنياهو لم يكن ليتمكن من تعيين ليتر، المستوطن، في حال فوز كامالا هاريس بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
وختمت يديعوت أحرونوت بالقول إن نتنياهو أراد منذ البداية، تعيين الوزير رون ديرمر في هذا المنصب، لكن ديرمر رفض ذلك بشدة. ثم عرض رئيس الوزراء المنصب على مستشاره السياسي أوفير فليك، لكنه لم يكن مهتما أيضا.
ويمكن اعتبار تعيين ليتر بمثابة ضربة عبقرية من جانب نتنياهو، لأنه الرجل المناسب في الوقت المناسب، فهو يتمتع بعلاقات واسعة في الحزب الجمهوري وسيحظى بآذان صاغية في البيت الأبيض.