السياسي – خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة، الإثنين، حول اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة ادعت المندوبة الأمريكية في كلمتها أن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال حق من حقوقها بصفتها دولة ذات سيادة، ولها الحق في إقامة علاقات دبلوماسية، شأنها شأن أي دولة أخرى. ثم انتقدت ما وصفته بازدواجية المعايير داخل المجلس، مشيرة إلى أن دولا عدة، من بينها أعضاء في المجلس، اتخذت في وقت سابق قرارات أحادية بالاعتراف بدولة فلسطينية لا وجود لها، من دون أن يُعقد اجتماع طارئ لمناقشة تلك الخطوات. واعتبرت أن هذا النهج يسهم في تشتيت تركيز المجلس عن مهمته الأساسية المتمثلة في حفظ السلم والأمن الدوليين.
كان من المتوقع أن يرد أحد المندوبين العرب على هذا التزوير المتعمد للحقائق، إلا أن الرد جاء من سفير سلوفينيا ورئيس مجلس الأمن لشهر كانون الأول/ديسمبر، صموئيل زبوغار.
قدّم السفير السلوفيني تعقيبا مباشرا على ما ورد في البيان الأمريكي، ولا سيما المقارنة بين اعتراف بعض الدول بدولة فلسطين واعتراف إسرائيل بـ”أرض الصومال”. واعتبر هذه المقارنة غير قائمة من حيث الأساس القانوني أو السياسي.
أوضح ممثل سلوفينيا أن اعتراف بلاده بدولة فلسطين جاء استجابة للحق الواضح وغير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مذكّرا بأن فلسطين ليست جزءا من دولة أخرى، بل أرض تحت احتلال غير قانوني، وفق ما أكّدته محكمة العدل الدولية، إضافة إلى كونها دولة مراقبة في الأمم المتحدة.
في المقابل، شدد على أن “أرض الصومال” تُعد جزءا من دولة عضو في الأمم المتحدة، وأن أي اعتراف بها يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما المادة الثانية المتعلقة باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها. وخلص إلى أن تحقيق السلام المستدام يقتضي الالتزام الصارم بالقانون الدولي والعمل الجماعي عبر الأمم المتحدة، بعيدًا عن الحسابات الضيقة أو المعايير المزدوجة.
وأوضح السفير أن سلوفينيا، منذ وجودها على طاولة مجلس الأمن، دأبت على التحذير من مسارين يشكّلان تهديدا مباشرا للنظام الدولي: تآكل التعددية الدولية وتجاهل قواعد القانون الدولي، مشيرا إلى أن التدخل الخارجي لا يأخذ دائما طابعا عسكريا، بل قد يتمثل في ضغوط سياسية أو خطوات أحادية تقوّض سيادة الدول ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي.
وفي هذا السياق، أعرب عن قلق بلاده إزاء الخطوة التي اتُّخذت بحق الصومال، محذرا من تداعياتها المحتملة على منطقة تعاني أصلاً من أزمات سياسية وأمنية متراكمة. وأكد دعم سلوفينيا الكامل لوحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه، مشددًا على أن تقرير مستقبل البلاد يجب أن يكون بيد الصوماليين أنفسهم، ومن خلال حوار داخلي شامل بين مختلف مكوّنات الدولة، بما في ذلك سكان الصومال و”أرض الصومال”، ومن دون أي تدخل خارجي غير مبرر.






