سياسة إسرائيلية جديدة في غزة تجنبا للصدام مع واشنطن

يرى خبراء أن إسرائيل مضطرة للاستجابة للضغوط الأمريكية التي تمارَس على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، خاصة مع استمرار الحرب في القطاع منذ أكثر من عام.

وبدأت إسرائيل سياسة جديدة تجاه غزة، تشمل زيادة إدخال المساعدات وتوسيع المنطقة الإنسانية في وسط القطاع، وذلك على إثر ضغوط أمريكية مورست عليها على مدار الأسابيع الماضية من أجل تحسين الوضع الإنساني في غزة.

والشهر الماضي، طالب وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيان لويد أوستن وأنتوني بلينكن، إسرائيل باتخاذ تدابير ملموسة لمعالجة الوضع المتدهور في غزة، ومنحا الحكومة الإسرائيلية 30 يومًا للبدء بإجراءات فعلية لتحسين أوضاع القطاع.

وقبل أيام، قالت القناة الـ12 العبرية، إن “أوستن طالب وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس، بزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع، ولوَّح بفرض قيود على شحنات الأسلحة”، مبينة أن واشنطن ترى فجوات كبيرة في تنفيذ خطتها في غزة، بالذات المطالب المتعلقة بالمسألة الإنسانية.

ضغوط مثمرة
وقال أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، إن “الضغوط التي مارستها إدارة الرئيس جو بايدن على حكومة نتنياهو كانت مثمرة، ودفعت تل أبيب لاتخاذ إجراءات جديدة لتحسين الأوضاع في القطاع”، مؤكدًا أن إسرائيل ستعلن عن إجراءات أخرى خلال الفترة المقبلة.

وأوضح عوض، أن “إسرائيل استجابت للضغوط الأمريكية خوفًا من إقدام إدارة جو بايدن على اتخاذ إجراءات غير مسبوقة ضدها في الفترة الانتقالية قبل تسلم الرئيس الجديد دونالد ترامب مهام منصبه في البيت الأبيض”.

وأشار إلى أن “نتنياهو وحكومته يعملان في الوقت الحالي على تجنب استفزاز الإدارة الأمريكية أو إجبارها على اتخاذ قرارات صادمة”، لافتًا إلى أن إسرائيل تتجنب أي ردة فعل أمريكية على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية.

وأضاف: “يبدو أن نتنياهو يبذل جهدًا لتجنب اتخاذ إدارة بايدن أي إجراء ضدها على غرار ما حدث خلال الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس الأسبق باراك أوباما”، مشددًا على أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها رغبة في تكرار أخطاء الماضي.

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، فريد أبو ضهير، أن “زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ستحقق لإسرائيل هدفين مهمين، الأول إرضاء الإدارة الأمريكية والحيلولة دون اتخاذها أي قرار صارم تجاه العمليات العسكرية في غزة”.

وقال أبو ضهير:  إن “الهدف الثاني يتمثل في إقفال أعين العالم عن العملية العسكرية المتواصلة بشمال القطاع، ومنع أي انتقادات دولية للمساعي الإسرائيلية من أجل إخلاء الشمال من جميع سكانه وفرض السيطرة الأمنية عليه”.

وأشار إلى أن “إسرائيل ستواصل السماح بدخول المزيد من المساعدات، وستسهل نقلها وتوزيعها على سكان القطاع والنازحين، وهو الأمر الذي سيحقق لها أهدافها وسيضمن استمرار العمليات العسكرية في مختلف مناطق القطاع”.

وزاد: “الإجراءات الإسرائيلية الجديدة بشأن  المساعدات والاستجابة للضغوط الأمريكية تشير إلى أن الحرب في غزة طويلة الأمد”، معتبرًا أن ذلك مؤشر خطير على أوضاع السكان في القطاع، الذين سيعيشون معاناة لأشهر إضافية.

ورأى أن “المساعدات ستتنوع وتتدفق في مختلف المناطق بما في ذلك مدينة غزة؛ ما سيسهم جزئيًّا بتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع”، مستدركًا بالقول: “لكن ذلك سيكون متزامنًا مع مساعي إسرائيل في إنهاء عمل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)”.

“إرم نيوز”

شاهد أيضاً