شرط إسرائيلي بعدم التدخل عسكرياً لحماية دروز سوريا

السياسي – قال مصدر مطلع على الاتصالات التي تُجرى بين دمشق وعواصم إقليمية إن تل أبيب أرسلت رسائل عبر وسيط إقليمي، أكدت فيها أنها لن تتدخل بشكل مباشر في حال انتهت العملية التي تنفذها دمشق في مناطق انتشار الدروز بسرعة ومن دون تجاوزات. مشيراً إلى أن ما قامت به من غارات، فجر اليوم وأمس الأول، هو عبارة عن رسائل تحذيرية للسلطات السورية.

-لن تتدخل.. بشرط

ويشير المصدر إلى أن تل أبيب أوصلت رسالة مماثلة إلى الدروز، تؤكد فيها أنها لن تتدخل فيما لو سيطرت الدولة السورية على مناطقهم، شرط أن تلتزم دمشق بالحؤول دون حصول مجازر بحقهم، كما حدث في الساحل السوري.

ويذكر المصدر أن “الطيران المسيّر الإسرائيلي يراقب التحركات والأوضاع على الأرض، خاصة في صحنايا وجرمانا، وتم ذلك بالتنسيق مع دول إقليمية على تواصل مباشر مع دمشق”.

‏وأضاف المصدر أن هناك توافقاً إقليمياً تم إبلاغ إسرائيل به بشأن ضرورة إنهاء جميع المظاهر المسلحة في دمشق ومحيطها. إلا أن تل أبيب طلبت التريث بخصوص منطقة “جرمانا”، وترك الأمر بيد مشايخ الطائفة الدرزية من السويداء لحل ملف السلاح في المدينة دون الحاجة إلى تدخل بالقوة.

‏وأوضح المصدر أن التفاهمات والرسائل المتبادلة تضمنت بنوداً تتعلق بالسويداء، حيث يجري التوصل إلى حلّ لملف السلاح هناك وطرد الفصائل المنفلتة التي تهاجم ريف السويداء، ومن ثم تسليم السلاح الثقيل، مع الإبقاء على السلاح الخفيف بأيدي بعض الفصائل المحلية لضبط الأمن بالتنسيق مع الحكومة السورية.

ويأتي ذلك في ظل حركة وجهود حثيثة لاحتواء الموقف في البلدات الدرزية بريف دمشق، وهي جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا، فيما تسود حالة من الترقب في السويداء وريفها، حيث يتعرض ريفها لهجمات قصف من قبل مجموعات تصفها دمشق بأنها “خارجة عن القانون”.

كما تأتي أيضاً بالتزامن مع غارة جوية شنتها طائرات حربية تابعة للجيش الإسرائيلي استهدفت موقعاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، وذلك وفقاً لبيان مشترك صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وذكر البيان أن الغارة الإسرائيلية “تحمل رسالة واضحة إلى الحكومة السورية”، مشدداً على أن إسرائيل “لن تسمح بأي تهديد للدروز”.

-ضغوط دروز إسرائيل

ودعا مئات الجنود الدروز في جيش الاحتلال الإسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس إلى التدخل في سوريا، وذلك بعد دعوة وزير الخارجية جدعون ساعر لتدخل دولي لـ”حماية الأقليات”.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن مئات الجنود الدروز دعوا نتنياهو وكاتس لدخول سوريا، لحماية عائلاتهم هناك. وتأتي الدعوة على خلفية المواجهات العنيفة في جرمانا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، بين مجموعات مسلحة من الدروز وفصائل مسلحة، أسفرت عن مقتل العشرات من الجانبين.