في عالم تتغير فيه التحالفات بسرعة الضوء، وتخفت فيه أحيانًا معاني الوفاء بين الدول، تظل الصين شريكًا استراتيجيًا أثبت بجدارة أنه الصديق وقت الضيق، وأن التعاون لا يقتصر على الشعارات، بل يُترجم إلى مشروعات ملموسة، ومواقف مشرفة.
على مدار السنوات الماضية، تعمقت العلاقات المصرية الصينية بشكل ملحوظ، وأثمرت تعاونًا واسعًا في مجالات الاقتصاد، الصحة، التعليم، التكنولوجيا، والطاقة. لكن ما يستحق وقفة تأمل وتقدير حقيقي هو التعاون العسكري والدفاعي، الذي شهد طفرة نوعية تؤكد الثقة والاحترام المتبادل بين البلدين.
الصين دعمت مصر في تطوير قدراتها الدفاعية من خلال تبادل الخبرات، والتدريبات المشتركة، ونقل التكنولوجيا العسكرية، وهو ما ساهم في تعزيز قدرات الجيش المصري، أحد أقوى الجيوش في المنطقة. وقد تجلى هذا التعاون في المناورات البحرية والجوية المشتركة، وفي المعارض العسكرية التي جمعت بين نخبة العقول والخبرات من الجانبين.
الأهم من ذلك أن الصين لم تكن يومًا طرفًا ضاغطًا، بل شريكًا حقيقيًا يحترم سيادة مصر ويؤمن بحقها في امتلاك أدوات الردع والدفاع عن أمنها القومي، في منطقة تعاني من اضطرابات وتدخلات خارجية لا تنتهي.
ومع تسارع التهديدات في العالم، تصبح الشراكات الأمنية والعسكرية المتوازنة ضرورة لا رفاهية. والصين، في هذا السياق، لم تبخل يومًا على مصر بالدعم الفني والتقني، وشاركت بصدق في بناء منظومة دفاعية حديثة تستند إلى الكفاءة والانضباط.
شكرًا للصين، لأنكم لم تنظروا إلى مصر كمجرد سوق أو معبر، بل كدولة محورية تستحق الاحترام والدعم في كل الميادين، بما في ذلك ميدان القوة والسيادة.
ختامًا، أقولها بلسان كل مصري يُقدر الشراكة الصادقة:
شكرًا للصين… حكومةً وشعبًا وجيشًا.
منبر التحرير