السياسي – في أوج فصول محاكمة الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، خرج سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل عن صمته، مكررا اتهاماته المتعلقة بالتمويل المزعوم للحملة الرئاسية عام 2007.
ونقلت إذاعة “فرنسا الدولية” الثلاثاء، شهادة تقول إنها للابن الثاني لمعمر القذافي خلال محادثة كتابية غير مباشرة معها، كشف عبرها عن تسليم شهادته للقاضي الفرنسي، سيرغ تورنير، المكلف بالتحقيق في هذه القضية السياسية والمالية عام 2018، وأكد أن ساركوزي مارس عليه عدة ضغوط عبر عدة وسطاء حتى يتراجع عن شهادته أمام القضاء الفرنسي.
-طلب تغيير الشهادة
وكشف سيف الإسلام، أن أول طلب وُجّه إليه من قبل نيكولا ساركوزي ليغير شهادته بخصوصه تم عام 2021، عن طريق السيدة سهى البدري، وهي مستشارة ومختصة في الاتصالات في باريس.
وأوضح سيف الإسلام أن “ما اقتُرح عليه هو أن ينفي ما يشاع عن دعم ليبي لساركوزي في حملته الانتخابية. لكن في مقابل ماذا؟ يقول سيف الإسلام، تقديم المساعدة له لإقفال ملفه أمام محكمة العدل الدولية التي ما زالت تلاحق سيف الإسلام لغاية اليوم.
-التواصل مع هانيبال
ووفق نجل القذافي، فإن محاولة ثانية تمّت عام 2022، عبر وسيط جديد مرسل من طرف نيكولا ساركوزي، لكن الوسيط تواصل هذه المرة مع هانيبال القذافي، أخيه الأصغر المحتجز في لبنان منذ عدة سنوات.
وهذا الوسيط يحمل جنسية ساحل العاج ويُدعى نويل ديبيس، واسمه مذكور في محضر الاتهام في قضية التمويل الليبي المفترض لحملة نيكولا ساركوزي الانتخابية، ولكن أيضا في قضية كراتشي الخاصة بعقود بيع أسلحة.
لكن سيف الإسلام يفند بأن نويل ديبيس ذهب إلى بيروت ومارس ضغوطا على هانيبال، “مؤكدا له إمكانية إخراجه من السجن، في حال غيّر سيف الإسلام شهادته لصالح ساركوزي”.
-وسيط ثالث من فرنسا
أما المحاولة الثالثة للضغط على سيف الإسلام فقد جرت هذه المرة بتاريخ لاحق لم يحدده، عبر وسيط فرنسي من أصل عربي، لم يرغب بالكشف عن هويته. ويؤكد ابن معمر الذي اغتيل في 2011، أن الأمر لا يتعلق لا بألكسندر جوهري ولا بزياد تقي الدين، وهما من كبار الوسطاء في قضية التمويل الليبي المفترض لحملة نيكولا ساركوزي، إذ إن جوهري وتقي الدين متهمان في إطار هذه القضية، ولفت سيف الإسلام إلى أنه “رفض بشكل قاطع” هذه المطالب كلها.
ويدّعي نجل القذافي أنه تم دفع ما مجموعه 5 ملايين دولار نقدًا لمقربين من ساركوزي، وهي 2.5 مليون لتمويل الحملة الانتخابية و2.5 مليون أخرى نقدا، ويقول إنه أشرف شخصيا على تحويل الأموال إلى كلود غيان، رئيس ديوان ساركوزي آنذاك، عبر المسؤول الليبي بشير صالح ورجل الأعمال الفرنسي الجزائري ألكسندر جوهري.