السياسي -وكالات
يعتبر “الياكا” (yakseya وyakka) شخصيات أسطورية، أقرب للمخادعين المخاتلين الشيطانيين، غير أنهم في لوحات الفنانة “شيماء غولدن”، هم أناس بديلون، هم الأنا المرادفة الوحشية تارة، والبرية، الغريبة تارة أخرى.
في مقبرة تجلس امرأة ببزة خضراء تتماهى والليلة الغامضة، بجانب امرأة أخرى مماثلة لها، سوى أنها برأس أشبه بعظاءة، والفنانة شيماء غولدن في الواقع رسمت نفسها في هذا المشهد..
التوأم في الوجه الآخر
في هذه اللوحة تأمل للذات بالشيء ونقيضه وما بينهما، وانسجام مع تلك الذات لا يخلو من غرابة، وفيها شيء من وحدة قاتمة تبدو بعد برهة، عالماً كاملاً لكل شخص منا.
و”الياكا” في فولكلور سريلانكا هم البديل لكل واحد منا، بشكل ما التوأم في الوجه الآخر للقمر.
ما تقدمه الفنانة السريلانكية المقيمة في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية، شيماء غولدن، في مجموعتها من لوحات زيتية، تحت عنوان “حلم اليقظة لموسيقى ليلية”، هو طرح الأنا في تحول سردي أسطوري سريالي.
وتعرض أعمال غولدن الأخيرة هذه في لندن ونيويورك حتى نهاية الشهر، وتعبر فيها باستخدام مخلوقات أسطورية، لتحطيم الثنائية الزائفة للخير والشر.
رحلة نفسية.. “القمر البرتقالي الدموي”
وتعمد الفنانة لضربات لونية بطبقات تثير التوجس من الأزرق والأخضر، وتلتقط الأعمال اللاحقة لمحة عن الفنانة وهي تعبر مرجاً مع إحدى أشجارها المجسمة المميزة في الأفق، قبل أن تظهر وهي تتلصص من بطن مخلوق مقنع في لوحة بعنوان “الثنائي”.
وتظهر رحلة غولدن نفسية، حيث تحاول تحية واحتضان شياطينها الداخلية قبل أن تظهر من جديد، وتشهد كل صورة الخطوة التالية في تحولها قبل أن تنزلق من شجرة في شكلها البشري في لوحة “القمر البرتقالي الدموي”، في نهر لوس أنجليس، وهنا تعكس الفنانة التحولات التكافلية والمتوازية للنفسية والبيئة.