صحيفة عبرية : نتنياهو يراوغ للهروب من مسؤولية 7 أكتوبر

السياسي – استعرضت صحيفة “معاريف” مراوغات بنيامين نتنياهو للهروب من المساءلة حول إخفاق إسرائيل في التنبؤ أو حتى التعاطي مع أحداث يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ورأت الصحيفة أن مراوغات رئيس الوزراء الإسرائيلي وصلت إلى أقصى مداها خلال جلسة الكنيست مساء الاثنين، التي انعقدت بمبادرة من المعارضة، بعد جمع 40 توقيعًا للتداول حول مسألة تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر.

وخلال كلمته، استغرق نتنياهو 20 دقيقة كاملة في تناول قضايا بعيدة تمامًا عن موضوع النقاش، وأعاد تدوير قضية المدعية العسكرية المقالة يفعات يروشليمي، المعروفة بـ”سادي تيمن”، مسلطًا الضوء على فساد المنظومة العسكرية، ومرتديًا قناع الضحية الوحيدة في إسرائيل.

وقالت الصحيفة العبرية إن “الحضور في الجلسة من ذوي البصيرة أدركوا أبعاد المناورة فورًا، وتأكدوا أن نتنياهو لم يأتِ للحديث عن مسؤولية إخفاق يوم السبت الأسود، بل للتشتيت، وليس هناك أذكى منه في هذا الفن السياسي” .

وأضافت: “كل كلمة عن “فضيحة” في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، هدفها عند نتنياهو صرف الأنظار عن كلمات لم تُنطق مثل “الفشل، والتقصير، والمسؤولية السياسية، ولجنة تحقيق رسمية”.

واعتبرت “معاريف” أن “أسلوب نتنياهو هو نمط معروف؛ فعندما يتطرق النقاش إلى إشكالية مسؤوليته عن أكبر كارثة وطنية في تاريخ إسرائيل، يسلط نتنياهو الضوء على هدف آخر أكثر ملاءمة، وهو ما يسمح له بمواصلة تقديم نفسه كضحية للنظامين القانوني والإعلامي”.

ومنذ بداية خطابه، هاجم نتنياهو زعيم المعارضة يائير لابيد، وأسهب في الحديث عن “الذخيرة الدعائية التي قدمها الجيش الإسرائيلي لأعداء إسرائيل”.

لكنه لم يتحدث عن السؤال البسيط الذي طُرح عليه: هل سيتم تشكيل لجنة تحقيق حكومية في حادثة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ومتى؟

وكان الحاضرون في القاعة يعلمون أنه بمجرد سؤال نتنياهو عن هذه القضية، من المرجح أن تنهار هذه الخدعة. ولذلك أبقى الأمر للنهاية مُغلّفًا بطبقات من الخطاب التحريضي.

وعندما تطرق إلى الموضوع الرئيس، ناور كعادته، وقال: “لجنة تحقيق بموافقة إجماعية واسعة، تُمثّل جميع فئات الشعب” وفق تعبيره.