صحيفة عبرية: هكذا يصبح ترامب بطل إسرائيل

السياسي – اللغة الدبلوماسية تغيرت دراماتيكياً منذ عاد ترامب إلى ولايته الثانية وقرر حل جميع النزاعات التاريخية في العالم. لذلك، يبدو منطقياً تماماً عندما يقول مصدر أمريكي رفيع لمراسل القناة 12، براك ربيد، بأنه “إذا قام نتنياهو بتخريب الاتفاق في غزة فسيدمره ترامب”. بعد القطار الجوي من كبار شخصيات الإدارة الذين جاءوا للإشراف على الاتفاق، ينشرون الآن أن الولايات المتحدة تراقب غزة بواسطة مسيرات للتأكد من الحفاظ على وقف إطلاق النار – هذه ذروة جديدة في عدم الثقة بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو.

لقد كانت هناك علامات مسبقة حول شبكة العلاقات الجديدة بين ترامب ونتنياهو، ظهرت أولاها في الصور التي نشرها البيت الأبيض حول اعتذاره من رئيس حكومة قطر، عن هجوم الدوحة. ولكن الشعور بأن شيئاً ما جديداً وغريباً يحدث ازداد بروزاً في ذلك المساء في ميدان الاسرى، عندما وقف ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر وإيفانكا ترامب على المنصة، وتلقوا محبة الجمهور باستمتاع.

ليست وحدها نداءات الازدراء التي أسمعت في كل مرة ذكر فيها اسم نتنياهو هي التي أفرحتهم، فقد وقفت في الأجواء أيضاً ذكرى الدور التاريخي الذي لعبته ميادين المدينة في إزاحة زعيم مكروه أو إغلاق حساب دموي معه. في تلك اللحظة، أدركوا مدى كره أغلبية الإسرائيليين لنتنياهو. أما أعضاء الائتلاف ووسائل الإعلام البيبية الغارقة في الغباء، فاعتقدوا أن الثناء على نتنياهو في جلسة الكنيست دليل على الحب والتقدير، وليس على التوبيخ القريب. عندما استشاط نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فإنس، غضباً من مشروع قانون تطبيق السيادة على الضفة الغربية، لم يخف حتى الاشمئزاز من محاولة عصيان الولايات المتحدة. ولو كان سموتريتش موجوداً بجانبه عندما قال الأقوال التي لا يمكن فهمها عن السعودية، لربما انتهى الأمر بشجار.

في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” وفي تسريبات لشخصيات رفيعة في الإدارة الأمريكية وفي مقابلة لترامب مع مجلة “تايم”، لم يحاول أحد إخفاء حقيقة أن الاتفاق تم فرضه على نتنياهو، وأنه كان ينوي مواصلة الحرب لسنوات، وأن محيطه ضللهم وجعلهم يعتقدون بأنه لا يوجد اسرى على قيد الحياة من أجل الامتناع عن عقد الصفقة، وأن الإدارة تعتقد أن نتنياهو شخص فقد توازنه، أي أنه أصيب بالخرف.

لا يجب الدهشة من أن الإدارة حولت نتنياهو إلى حاكم دمية، وقال فانس بأنه قد تولد لديه انطباع أنه لا إدارة في إسرائيل. ويجب ألا ننسى بأن الأداة الرئيسية في السياسة الخارجية الأمريكية – مثلما تمثلت في أمريكا اللاتينية، وفيتنام، العراق، أفغانستان وغيرها – كانت تشجيع الانقلابات. أما هنا فأقاموا قاعدة في “كريات غات”. ومن المثير للاهتمام متى سنشعر أن الوقت قد حان لتشجيع انقلاب عسكري أو إسقاط الحكومة. يقف أمام الإدارة الأمريكية الآن سؤال واحد وهو: هل هذا جيد لترامب؛ أن يكون نتنياهو خاضعاً كلياً، لكنه بلا سيطرة على أعضاء الائتلاف، أم غير جيد؟

الاستطلاعات لا تشير إلى الاتجاه الذي سيختار نتنياهو السير فيه وأي حكومة ستشكل. إذا اعتقد ترامب أن بإمكانه إدارة نتنياهو، أو أن عليه تغييره؟ هذا ما سيحدد مستقبل إسرائيل. إذا أزاح نتنياهو عن موقع قوته فسيتحول إلى بطل إسرائيل. لقد أوقف الحرب وسفك الدماء المتبادل، وأعاد الاسرى وقضى على أوهام اليمين بشأن الاستيطان في غزة والسيادة في الضفة. هذا غير سيئ. قد يكون أيضاً بطلاً. ولكن إسرائيل تفقد سيادتها، وهذا أمر غير مضحك، ومن غير المؤكد سرعة العودة إلى مجموعة الدول المستقلة بعد الهبوط إلى مجموعة دول الرعاية.

إيريس ليعال

هآرتس 27/10/2025