صراع الديمقراطيين والجمهوريين غذّى المظاهرات الجامعية

السياسي – ذهبت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن عدوى المظاهرات الجامعية التي تُنادي بوقف الحرب في غزة، هي نتيجة مباشرة للصراع السياسي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أكثر من كونها رد فعل طلابي على ما يجري في غزة.

وبحسب الصحيفة، أدت موجة الاعتقالات إلى مزيد من العمل التضامني مع المتظاهرين، وردود فعل مضادة من أولئك الذين رأوا أن الاحتجاجات معادية للسامية، أو يرغبون في إظهار الدعم لإسرائيل، في موجة انتشرت بسرعة في جميع أنحاء البلاد.
وقال دانييل شلوزمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جونز هوبكنز، الذي يدرس الحركات الاجتماعية والسياسات الحزبية في الولايات المتحدة: “إن أحداث الجامعات لم تكن لتكتسب كل هذه الأهمية لولا الاعتقالات”.

واستدرك شلوزمان، بأن “الاعتقالات، التي لم تكن أكثر من مجرد قرار معزول اتخذه رئيس جامعة، كانت نتيجة للسياق السياسي والقانوني الخاص في الولايات المتحدة، الذي جعل من كولومبيا المكان الأكثر احتمالاً لبدء التصفيق (في إشارة إلى أن الاحتجاجات يمكن أن تكون معدية، مثل العديد من أشكال السلوك الجماعي)”.

وأضافت الصحيفة أن الحزب الجمهوري، الذي يتمتع بنفوذ أكبر في الجامعات، اغتنم الفرصة واتبع السياسة الأساسية التي تدعو للعثور على القضايا التي توحّد جانبا وتقسّم الجانب الآخر. وتبين أن الحرب في غزة كانت مثالاً قوياً على ذلك بالنسبة للجمهوريين.

والحزب الجمهوري، بحسب الصحيفة أيضًا، مُتحد على نطاق واسع في دعمه لإسرائيل. ولطالما استهدف الجمهوريون الجامعات باعتبارها معاقل للأيديولوجية اليسارية، وسعوا إلى تصويرها على أنها حاضنات للتطرف في قضايا العرق والجنس، وبيئات معادية لأي شخص لا يلتزم بهذه الأيديولوجيات.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الديمقراطيين منقسمون أكثر بكثير بشأن إسرائيل، والحرب في غزة، وما إذا كانت الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل ستتحول إلى معاداة للسامية.

لذلك، بالنسبة للمشرّعين الجمهوريين، فإن انتقاد رؤساء الجامعات لفشلهم في حماية الطلاب اليهود من معاداة السامية، هو قضية سياسية مفيدة، مع احتمال تعميق الانقسامات بين الديمقراطيين، وهي القضية التي لم يكن من المستغرب أن يلاحقوها بصوت عالٍ.

وأشارت الصحيفة إلى أن دراما المظاهرات الجامعية كانت أقل في البلدان الأخرى، رغم أن هناك، بطبيعة الحال، مظاهرات ضخمة في مدن في مختلف أنحاء العالم ضد الحرب، وضد معاداة السامية؛ ما يؤكد على فرضية أن سياسة الأحزاب الأمريكية وانقساماتها كانت الداعم لانتشارها بهذا الكم والسرعة.

وقال البروفيسور واسو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا: إن “الاحتجاجات غير العنيفة تكون في نهاية المطاف أكثر فاعلية عندما تولد نوعًا من الدراما السياسية والاجتماعية. وفي بلدان أخرى، ربما أدى الافتقار إلى الدراما إلى إبقاء الجامعات هادئة نسبياً”.

وأضاف: “لكن الآن بعد أن بدأ التصفيق، فإن هذا قد يتغير”.

شاهد أيضاً