صفقة الكرة وتدحرجها بالملاعب

كتب - عاطف الشروف.

أعتقد جازماً أن الاتفاق الحمساوي الصهيوني بما له علاقة بوقف إطلاق النار كان جاهزاً منذ عدة أيام ان لم يكون أسابيع!! ما حصل هو عبارة عن تنازلات حمساوية كبيرة تلبي طموحات الجانب الصهيوني.. المعضلة بعدم الاعلان المبكر وبلحظة ألاتفاق ما كان ليكون الا بسبب ألاحراج الحمساوي بتردي سقف المطالب فقط.. فكيف لحركة حماس المُقاوِمة والتي كانت مطالبها تحاكي عنان السماء لتعود وترضخ بما يُملي عليها الجانب الصهيوني؟! أو بمعنى لم تُحقق بنداً كاملاً واحداً من شروطها التي كانت تتغنى بها؟؟‼️

أصبحت جميع ألأطراف أمام واقع يتطلب انقاذ حركة حماس من هذا المأزق الذي وقعت به أمام المطبلين لها على مدار سبعة أشهر لم تبقي بغزة لا أخضراً ولا يابساً!! مما حدا بجميع ألأطراف للبحث عن مخرج لتمرير الاتفاق وبطريقة لا تُحرج حماس وحتى ان أمكن الرفع من رصيد أسهمها على الصعيد الشعبي.. وهذا ما حصل بالفعل حيث كانت مرحلة تدحرج الكرة من ملعبٍ لآخر!! فتارةً نسمع أن الكرة بملعب نتنياهو وتارةً بملعب السنوار وتارةً بملعب بايدن ووو..‼️

بداية الخطة تم اللعب على وتر التهديد باجتياح رفح كمبرر لقبول حركة حماس بالصفقة المتفق عليها.. الا أن اللعب على هذا الوتر لم يجدي نفعاً بإقناع الشارع أو إقناع من مضى له سبعة أشهر من التطبيل والتزمير.. فلا يُعقل كل ألآمال المبنية على قدرات حماس وتهديدات الملثم بنظر المطبلين أن تنهار لمجرد التلويح بإجتياح رفح!! فكان لا بد من تمديد تدحرج الكرة ما بين الملاعب والبحث عن وسيلة أكثر إقناعاً ونجاعةً‼️

لعدم الاطالة يا سادة يا محترمين الخطة البديلة والتي ربما لا تدع للشك مجالاً أو ربما ستكون ألأنجع بإخراج حماس من مأزقها ولو أنها ستكلف بعض الخسائر المعنوية الى حدٍ معين.. فبالأمس كان هناك ادعاء بأن حماس وكتائبها قصفت معبر كرم ابو سالم فلماذا ابو سالم بالتحديد وهو المنفذ ألأهم بإدخال المساعدات؟! لماذا لم تقصف مواقع الجيش الصهيوني المترامية بداخل غزة مثلاً؟! الجواب بسيط وهو لخلق مبرر طبعاً متفق عليه واتخاذ قرار باجتياح رفح وكان لا بد من بعض التتبيلات‼️

الحاجة للتوابل كانت لاقناع القطيع بأن الاحتلال جاد هذه المرة باجتياح رفح فقام بإفراغ المناطق الشرقية من سكانها!! وخلق حالة خوف هستيرية بأوساط الشعب وقطيع المطبلين.. لدرجة تمنياتهم بأن تقبل حماس الصفقة مهما كان الثمن!! وهذا ما حصل بالفعل حيث كانت حماس بقبولها ليست خانعة بل أصبحت البطل المنقذ لمليون ونصف نازح برفح!! نأمل ذلك لحقن دماء ما تبقى من شعبنا ودون العودة لمسلسل تدحرج الكرة مجددا

شاهد أيضاً