صنّاع أفلام عرب ودوليون يشيدون بقمرة لدفعه الأفلام القوية إلى الواجهة

أشاد صنّاع أفلام عرب ودوليون يقدّمون مشاريعهم في قمرة 2025، حاضنة المواهب السينمائية من تنظيم مؤسسة الدوحة للأفلام، بهذا الملتقى المميز لدعمه القصص القوية من مرحلة الكتابة وحتى عرض الأفلام على الشاشة. وعبّر عدد من صُنّاع الأفلام الصاعدين عن امتنانهم لقمرة، مؤكدين أنها توفّر مساحة للتعاون المجتمعي والتواصل، وتُسهم في منحهم التقدير والاهتمام اللازمين.

 

بابلو بيريز لومبارديني، الذي يقترب من الانتهاء من فيلمه الروائي الأول “المحمية” (المكسيك، قطر)، والذي يدور حول حارسة محمية طبيعية تواجه مقاومة من مجتمعها المحلي، قال في هذا السياق: “يوفر لنا قمرة علاقات قيّمة لأفلامنا الحالية والمستقبلية. إنه ملتقى يجعلك تشعر بأنك جزء من مجتمع متكامل، وقد تجاوز كل التوقعات.”

 

بدورها، تعمل هيلين هاردر، المخرجة الفرنسية-الألمانية، على الفيلم الوثائقي “فاطنة، امرأة اسمها رشيد” (فرنسا، المغرب، بلجيكا، قطر)، ولذي يُروى من خلال ناشطة مغربية تبلغ من العمر 67 عاماً وناجية من العنف السياسي. وقالت: “تساعد مؤسسة الدوحة للأفلام في تسليط الضوء على أفلامنا والتعريف يها. أشعر بامتنان كبير لوجودي هنا، فهذه المؤسسة الرائعة ونوعية الأشخاص الذين نلتقي بهم هنا أمر يثير الإعجاب.”

 

في فيلمه الوثائقي “كان يا ما كان في شيراز” (إيران، فرنسا، النرويج، كوريا الجنوبية، قطر) يمزج المخرج الإيراني حامد ذو الفقاري بين الواقع والخيال ليتناول صراع الماضي والحاضر. وقال: “من دون جمهور، لا وجود للفيلم. قمرة تساعدنا في الوصول إلى جمهورنا من خلال جمع الموزعين ووكلاء المبيعات والهيئات التلفزيونية، ما يمكّننا من إيصال أفلامنا إلى الجمهور على المستوى الدولي.”

 

وسواء تناولت أفلامهم قضايا الهجرة أو النزوح أو عدم المساواة، فقد تحدّث جميع صنّاع الأفلام الصاعدين عن رؤى شخصية عميقة. وأكدوا على قوة السينما في إلهام التغيير، واصفين رحلات تطوير مشاريعهم التي استغرقت سنوات طويلة، تطلبت الإصرار والصبر وبناء الثقة مع المجتمعات المهمّشة والتي لا تحظى بالتمثيل الكافي.

 

أمضى غييرمو غارسيا لوبيز، المخرج المولود في مدريد، ثلاث سنوات يعيش بين أفراد المجتمع المحلي لكسب ثقتهم قبل تصوير فيلمه الروائي “المدينة التي لا تنام” (إسبانيا، فرنسا، قطر)، ويروي فيه قصة فتى مراهق من الغجر يواجه خطر الإخلاء. وقال: “عندما تسعى المجتمعات إلى تهميش فئة معينة، فإنها لا تسحب فقط الكهرباء والماء، بل تسحب أيضاً الثقافة.”

 

وقد وجد لوبيز طرقاً مبتكرة لإشراك الجميع في المشروع. وأضاف: “كنا نقيم ورش عمل سينمائية للأطفال، نصوّر أفلاماً باستخدام الهواتف، ولاحقاً وصل أحد أفلامنا القصيرة إلى مهرجان كان، وهو ما نعتبره إنجازاً مهماً على صعيد التمثيل وإبراز الهوية.”

في سلسلتها القصيرة “السّردين” (الجزائر، فرنسا، السعودية، قطر)، تروي زليخة طاهر قصة زوزو، المهندسة البحرية العزباء في الجزائر، التي تتعارض مع والديها بشأن الانضمام إلى رحلة هجرة السردين قبل أيام من زفاف أختها. أما نيكولا خوري، فيقدم فيلمه الوثائقي “ثريا حبي” (لبنان، قطر) حول قصة أرملة المخرج اللبناني مارون بغدادي، ويعرض صورة حميمة للحب والحزن، موفرًا فسحة من الراحة من خلفية وطنه لبنان الذي مزقته الحرب.

 

في الوقت نفسه، يتناول فيلم “أم السكتة” (العراق، فرنسا، قطر) للمخرجة العراقية زهراء غندور الوصمة الثقافية المحيطة بالفتيات حديثات الولادة في العراق واختفاء نور صديقة طفولة المخرجة. صرحت زهراء: “سبق لهذا المشروع أن شارك في قمرة خلال مرحلة التطوير. التقيتُ بالخبراء أنفسهم قبل عامين أو ثلاثة أعوام، ومرة ​​أخرى الآن، وكان ذلك رائعًا لأنهم كانوا على دراية بالمشروع. إنها قصة شخصية للغاية عن مشاعرنا تجاه أمهاتنا وكيف نعبر عنها”.

 

“رقية” (الجزائر، فرنسا، السعودية) فيلم إثارة ورعب للمخرج الجزائري ينيس كوسيم، يتتبع التقاء حياتين في عام ١٩٩٣،  قصة بطلها فقدان الذاكرة والأخرى مرض الزهايمر. وصرح قائلًا: “للفيلم جوانب متعددة تخاطب جميع أنواع المشاهدين. مع أني جزائريًا أعيش في الجزائر، أعتقد أن هذا الفيلم سيلقى صدى لدى العديد من المجتمعات”.

 

تحت عنوان “ماري وجولي” (تونس، فرنسا، قطر)، يُسلّط فيلم أريج سحيري الثاني الضوء على ثلاث نساء من ساحل العاج في تونس وهنّ: قسّيسة، وسيدة أعمال مقتدرة، وطالبة، يُقمن معًا في منزل يُستخدم بمثابة كنيسة، عندما تُقلب حياتهنّ رأسًا على عقب عند وصول فتاة يتيمة.

 

فيلم “مملكة القصب” (العراق، قطر) للمخرج العراقي حسن هادي، يدور في إطار ذكرى ميلاد الرئيس صدام حسين عام ١٩٩١ في العراق، حيث يُكلّف سعيد البالغ من العمر تسع سنوات، بإحضار كعكة احتفالية إلى المدرسة، في حين كان الآخرون يُكافحون للحصول على الخبز. يقول: “واجهتُ تحدياتٍ عديدة في تسليط الضوء على حقبةٍ مهمةٍ في العراق. من خلال فيلمي، حافظتُ على جزءٍ مهمٍّ من تاريخنا. هذا ما يُمكن للسينما أن تفعله”.