السياسي – الحريديم (المتشددون الدينيون) يتظاهرون في الشارع احتجاجا على قرار المحكمة العليا الذي يوجب تجنيدهم ورفضا للخضوع له، وحاخاماتهم يرفضون تجنيد حريدي واحد فضلا عن الآلاف منهم.
عائلات الأسرى تتظاهر في الشارع احتجاجا على استمرار الحرب ويتهمون الحكومة بالتضحية بأبنائهم، ويطالبون بعقد صفقة لتحرير أبنائهم ولو كان ثمن ذلك النزول على شروط حماس وإيقاف الحرب.
المعارضة العلمانية تتظاهر في الشارع وتدعو إلى استقالة الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة، وتحمل نتنياهو المسئولية عن الفشل الاستراتيجي الذي حدث يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
جنرالات الجيش وقادة الأجهزة الأمنية السابقون يرون أنه لا سبيل للانتصار على حماس، وأن نتنياهو يقودهم إلى الهاوية، ويطالبون بإنهاء الحرب.
نتنياهو وعصابته المتشددون يتمسكون بالحرب ويرفضون الاستقالة ويرفضون الذهاب إلى انتخابات مبكرة، وبن غفير يدعو إلى إقالة وزير الدفاع ورئيس الأركان.
نتنياهو يقود حملة اتهامات ضد الجيش وقادته وقادة الاجهزة الامنية والعسكرية، ويستعمل في ذلك ابنه يائير (الهارب من التجنيد إلى شواطئ ميامي الأمريكية) الذي يتهم قادة الجيش بالخيانة، ويستعمل سارة زوجته وهي أحد رموز الفساد في الكيان؛ والتي تتهم الجيش بمحاولة الانقلاب العسكري على زوجها.
وقادة الجيش يلقون بالمسؤولية على نتنياهو وحكومته في عدم استغلال إنجازات الجيش، ووضع أهداف لا يمكن تحقيقها، وعدم وجود رؤية لما بعد الحرب أو ما يسمونه اليوم التالي للحرب في غزة.
رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت يقول إننا في حفرة وفي فشل عسكري وعجز اقتصادي وانهيار الردع، ويدعو المواطنين إلى عدم الهجرة وترك البلد.
الجنود والضباط الاحتياط يرفضون العودة إلى الخدمة والالتحاق بالجيش، وبعضهم يقدم على الانتحار هربا من الحرب.
هذه باختصار شديد صورة العدو من الداخل، وهي صورة جيش مهزوم ومجتمع متناحر يأكل بعضه بعضا ويقف على حافة الحرب الأهلية، وأصدق وصف له هو ما ذكره القرآن: “بأسهم بينهم شديد”، “تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى”..
يحاولون الهروب من هذا الواقع البئيس والهزيمة المذلة بالانتقام من النساء والأطفال والقفز إلى الأمام، ولكن هيهات، لن يستطيعوا الاستمرار، ولن يستطيعوا الانتصار ولو ظلوا ألف عام، ولكن العكس سيحدث وسيقودهم نتنياهو إلى الانهيار وفشل المشروع الصهيوني قبل أن يكمل الثمانين من عمره، كما تنبأ بذلك الشيخ أحمد ياسين وكما يتوقع خبراؤهم الكبار.