السياسي – قدم الضابط المتقاعد من الجيش الأمريكي، أنتوني أغيلار، سلسلة شهادات عن ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاكات وجرائم حرب بحق الفلسطينيين المجوعين في غزة.
واتهم المقدم السابق في القوات الخاصة الأمريكية “مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، الممولة من قبل الولايات المتحدة بالتواطؤ في هذه الجرائم، وأن هذا يجعل الولايات المتحدة بالضرورة متواطئة.
وكان أغيلار استقال من المؤسسة، التي التحق بها في مايو ولم يستطع البقاء فيها إلا لنحو شهر بسبب ما شاهده من جرائم إسرائيلية رهيبة بحق المجوعين الفلسطينيين في مراكز توزيع المساعدات في غزة، كما كشف الضابط الأمريكي السابق في حواره الأخير مع المذيع الأمريكي الشهير تاكر كارلسون. وقد حقق الحوار الذي فاق الساعة مشاهدات عالية فاقت ملايين على مختلف المنصات (ما يقارب 4 ملايين مشاهدة على تويتر مثلا) في أقل من 24 ساعة.
وقد تفاعل كارلسون بشكل كبير مع ما كشفه أغالير، واتفق معه على أن ما تقوم به هذه المؤسسة الأمريكية التمويل والدعم بالتواطؤ مع إسرائيل، يجعلها متورطة في هذه الجرائم الممولة من قبل دافعي الضرائب الأمريكيين.
Part one of our interview with retired Green Beret Lt. Col. Tony Aguilar, who says he witnessed war crimes in Gaza. Next week, his detailed response to the attacks against him.
(0:00) What Is the Gaza Humanitarian Foundation?
(8:52) Aguilar Details the Atrocities Taking Place in… pic.twitter.com/SkKOFQdkip— Tucker Carlson (@TuckerCarlson) July 31, 2025
ويمثل كارلسون أحد أبرز وجوه تيار ما يسمى “ماغا” الداعم لترامب، الذي بدأت أصوات كثيرة ومؤثرة فيه تنتقد ما يحدث في غزة واستمرار دعم أمريكا لإسرائيل. وانتقد كارلسون في الحوار مدير مؤسسة “غزة للإغاثة الإنسانية”، ووصفه بالمسيحي الصهيوني.
وفي شهادته قدم الضابط السابق أغيلار شهادات مرعبة ومؤثرة عما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلية من بينها القصة المفجعة للطفل أمير، حافي القدمين، والنحيل جدا من شدة الجوع، الذي قطع مسافة 12 كيلومترا سيرا تحت الشمس الحارقة، أملا في الحصول على ما يسد رمقه. وكيف أنه بعد ساعات من الانتظار، لم يحظَ سوى بحفنة من الأرز والعدس التقطها من الأرض.
وروى أغيلار أن الطفل، الذي كان في سن ابنه: “اقترب مني، وقبّل يدي، (وهو تعبير مهم عن الاحترام في التقاليد العربية)، وقال لي Thank you وبعد دقائق فقط، وبينما كان يغادر برفقة بقية المدنيين، أطلق الجيش الإسرائيلي الغاز والرصاص على الحشد، فأصيب أمير وقتل في المكان”.
وكان الضابط السابق سبق أن روى هذه القصة في حوارات إعلامية متعددة، خلال الأيام الماضية بعد أن كسر صمته حول الوقائع المرعبة التي عايشها خلال فترة عمله. وكما كان متوقعا فقد تعرض لحملة تشويه إسرائيلية، لكنه أكد أنه سيواصل مواقفه، ودعا إلى وقف التجويع الذي تقوم به إسرائيل في غزة، ودعا الولايات المتحدة لتحمل مسؤولياتها ووقف تورطها في حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.
وكان أغيلار بدأ ظهوره الإعلامي قبل أيام على “بي بي سي” حيث أكد أن جنودًا إسرائيليين أطلقوا النار على مدنيين فلسطينيين، وأنه شهد إطلاق الجيش الإسرائيلي قذائف مدفعية من دبابة “ميركافا” على حشد من المدنيين، وتدمير مركبة تقل مدنيين أثناء مغادرتها المنطقة.
وقال أغيلار: “بصراحة، يُمكنني القول إنهم مُذنبون. لم أشهد طوال مسيرتي المهنية استخدامًا لهذه القوة الوحشية والعشوائية وغير المبررة ضد سكان مدنيين عُزّل يتضورون جوعًا”.
وأضاف: “بلا شك، أنني شهدت جرائم حرب. شهدت جرائم حرب ارتكبها الجيش الإسرائيلي”.
وأكد أغيلار أن “استخدام قذائف المدفعية وقذائف الهاون ومهاجمة المدنيين بقذائف الدبابات يُعدّ جريمة حرب”.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.